من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 4
مــــــــــــــلتقي الدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيات الـي الله :: ملتقــــــــــــــي العلــــــــــــــــــوم الشرعيـــــــــــــــــــــــــه :: ~العقيدة والتوحيد
صفحة 1 من اصل 1
من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 4
الدرس الرابع
توقفنا المرة اللي فاتت عند سؤال هل يحتاج هذا العمل لشروط و أركان ليكون عبادة ؟
تعالوا نجاوب مع بعض على السؤال ده
س5: متى يكون العمل عبادة ؟
ج: إذا كمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل .
قال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ } (165) سورة البقرة .
وقال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} (57) سورة المؤمنون.
وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ
فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا
خَاشِعِينَ} (90) سورة الأنبياء.
ليكون العمل عبادة لا بد من أمرين كمال الحب و كمال الذل
قال
شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله : فمن خضع لإنسان مع بغضه له فليس عابدا
له ، ومن أحب شيئا دون أن ينقاد له فليس عابدا له ، فالعبادة التي أمرنا
بها تتضمن معني الذل ومعني الحب
أولا: الحب ..
هذه العبادة انتي بتتقربي بيها لله عز وجل يبقى لازم تعمليها وانتي مُحبة لله تعالى
هتلاقي ممكن اتنين واقفين يصلوا جنب بعض واحدة ممكن تقعد بالساعات وهيه مش حاسه بتعب وواحدة مش قادرة تكمل خمس دقائق على بعضها
الفرق بينهم ان الأولى محبة لله تحب حبيبها الذى تقف بين يديه
و الثانية لم تحب فلم تشعر بلذة الوقوف بين يدي الله عز وجل
قال الله تعالى : ( والذين ءامنوا أشد حبا لله )
لذلك كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم يقوم الليل حتى تتورم قدماه
مع ان الله عز وجل قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و لكنه محب لله
فأكثري من العمل الصالح
فالعمل من الإيمان كلما ازداد العمل زاد الإيمان
لكن المحبة اللي نقصدها
هي التي يتولد عنها الرجاء والخوف من الله عز وجل ,
لابد أن تكون بين الرجاء والخوف
فإن اعتمدنا على الرجاء لوحده فإن هذا يقود إلى الاغترار بالله عز وجل كما قال الحسن البصري رحمه الله
"
وإن أناسا غرتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، قالوا:
(نحسن الظن بالله) وكذبوا؛ لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل. "
ولو أن الإنسان اعتمد على الخوفِ فقط قاده هذا إلى اليأس .
فإذًا لابد من الأمرين الخوف والرجاء
ثانيا : الذل ...
قال تعالى: " إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون "
و قال تعالى: " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين "
فالأنبياء لنا أسوة
تقول أخت أنا لا اقدر على تحقيق الذل والانكسار بين يدى الله
فنقول لها جاهدي و اساليه تعالى
فخزائن الله ملأى
و اساليه تعالى أن يبلغك تلك المنزلة
اسالى الله كل شئ و أى شئ
فعنده خزائن كل شئ
والذل هنا معناه
أن المسلم يروض قلبه ويعود نفسه وجوارحه على الذل لله
عز وجل ويشمل ذلك التذلل والخضوع لقدر الله، ثم أيضاً الذل للاستجابة
لشرع الله.
يبقى الذل إني أرضى بقدر الله وإني أستجيب لشرع الله ده في حد ذاته ذل لله سبحانه وتعالى
طاعتك لله سبحانه وتعالى واتباعك لأوامره ده ذل وافتقار لله سبحانه وتعالى
فتحقيق الذل إذاً يكون بتحقيق العبودية لله تعالى وحده ، والعبد ذليل لربه تعالى في ربوبيته ، وفي إحسانه إليه .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
فإن تمام العبودية هو : بتكميل مقام الذل والانقياد ،
وأكمل الخلق عبودية : أكملهم ذلاًّ لله ، وانقياداً ، وطاعة ، والعبد ذليل
لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل ، فهو ذليل لعزِّه ، وذليل لقهره ،
وذليل لربوبيته فيه وتصرفه ، وذليل لإحسانه إليه ، وإنعامه عليه ؛ فإن مَن
أحسن إليك : فقد استعبدك ، وصار قلبُك معبَّداً له ، وذليلاً ، تعبَّدَ
له لحاجته إليه على مدى الأنفاس ، في جلب كل ما ينفعه ، ودفع كل ما يضره .
طيب هل كل العبادات درجة الذل فيها بنفس القدر
قد يظهر الذل في عبادة أعظم منه في عبادة أخرى , وأعظم العبادات التي فيها
عظيم الذل والخضوع لله هي : الصلاة المفروضة , والصلاة ذاتها تختلف
هيئاتها وأركانها في مقدار الذل والخضوع فيها ، وأعظم ما يظهر فيه ذل
العبد وخضوعه لربه تعالى فيها : السجود .
يبقى لو قسنا الكلام ده على الصدقة مثلا هتلاقي
كونك شكرتي ربنا سبحانه وتعالى على إنه إداكي نعمة المال وبتقدري تتصدقي منه لله ده ذل لله سبحانه وتعالى
كونك بتطلعي الصدقة نفسها امتثالا لأمر الله ذل لله
كون انك طبقتي أمر الله بعدم المن في الصدقة يبقى ذل لله
وهكذا
فيه ناس لو كلمتيها فى امور الدين تقول لا تأتينى بايات النار و العذاب فأنا أخافهم و لا أحب أن اسمعهم بل كلمينى بالترغيب
لا و لكننا نجد الآيات بتتكلم عن الترغيب والترهيب مع بعض
"
الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون
ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء
ومن يضلل الله فما له من هاد "
وقد قرن الله تعالى بين آيات الترغيب و الترهيب الجنة و النار
وفيه ناس بتسأل لماذا اصلى و لكن لم يزداد ايمانى و لم تنهانى عن الذنوب ؟
لأنك لم تقيمي ركنى العبادة
المحبة و الذل
إذن قومى بالعبادة و انت سعيدة
تصلى و انت سعيدة
تخرجى المال و انت سعيده
بعض السلف كان إذا جاءهم من يسألهم الصدقة يقول: مرحباً بمن يحمل صدقاتنا إلى الله عز وجل مرحباً بسفراءنا إلى الله تعالى
أتى رجل النبي صلى
الله عليه وسلم وهو يقرأ : ألهاكم التكاثر . قال " يقول ابن آدم : مالي .
مالي ( قال ) وهل لك ، يا ابن آدم ! من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست
فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ؟ "
لما بتاكلي الأكل هل بيفضل منه شيء؟
أو لما تلبسي ملابس لغاية ما تبلى بتترمي ومش بتنتفعي بيها
كل ده بيفنى وبيهلك
لكن اللي بتتصدقي بيه هو الباقي
إذن المفروض أن نشعر باللذة فى المحبة
س6: ما علامة محبة العبد ربه عز وجل ؟
ج:
علامة ذلك أن يحب ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه فيمتثل أوامره
ويجتنب مناهيه , ويوالي أولياءه , ويعادي أعداءه , ولذا كان أوثق عرى
الإيمان الحب في الله , والبغض فيه .
ان محبة الله معناه أن تحبي ما يحبه الله تعالى و تبغضي ما يبغض الله تعالى و عندها تمتثلى لأومر الله تعالى و تجتنبي نواهيه
و كذلك من العلامات أن توالى أولياءه و تعادي أعداءه و لذا كان أوثق عرى الإيمان الحب و فى الله و البغض فيه
أنت الآن تقولى أننى أحب الله ، فما دليلك على ذلك ؟
فلكل قول حقيقة فما حقيقة قولك أنك تحبى الله تعالى ؟
انا الآن أحب الله فيجب أن افعل ما يحبه و يرضاه
و لو بتحبي ربنا فعلا تبقي حريصة إن ربنا سبحانه وتعالى يحبك وتتجنبي كل ما يبغضه كمان
يقول تعالى : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " ﴿المائدة:٣﴾
ويقول تعالى : " مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " ﴿الأنعام: ٣٨﴾
[b]فان كان الانسان يزعم حبه لله تعالى هل بعد كده وبعد ما شرائع الإسلام كملت وعرفنا إيه اللي بيحبه الله ويرضاه [/b]
معقولة أروح أسيبها وأرجع لسنن الجاهليه أحييها وأرفعها مرة تانية علشان
الناس يعملوا بيها ؟ يبقى أنا كده بحب ربنا سبحانه وتعالى ؟
إن هذا لعظيم جدًا في
دين الله عز وجل وقد روى البخاري (وهذا هو محل الشاهد من الحديث) عن ابن
عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال " أبغض الناسٍ إلى الله ثلاثة : ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة جاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه "[/b]
مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية فقد
يدعي الإنسان حبه لله عز وجل وليس الأمرُ كذلك بل إنه من أبغض الناس إلى
الله تبارك وتعالى لأنه يحيي سُنن الجاهلية والعياذ بالله .
راجعي في كتاب الله عز وجل أربعة مواضع وأنتي بتسمعي هذا الحديث ورد فيها الكلام عن أفعال بنعملها وهي من سنن الجاهلية :
أولًا
" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ " ﴿الأحزاب: ٣٣﴾
التبرج من سنن الجاهلية
ولو شفنا كتب التفسير هنلاقي إن التبرج في الجاهليه إن المرأة تلبس الخمار بس تحط طرفيه ورا ظهرها فتبان رقبتها وأذنها
هذا هو تبرج الجاهلية، فلما نزلت آية
" وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ "
راحت جايبه أطراف الخمار أو الطرحة اللي لابساها وغط بيها رقبتها وسترت نفسها
إذا كان هذا هو تبرج الجاهلية الأولى ففي أي مرحلة إحنا دلوقتي ؟
ومع ذلك تدعي هذه المتبرجة ويدعي زوجها أنه محب لله تبارك تعالى كلاهما من أبغض الناس لله تعالى وينبغي أن يُراجع نفسه.
ثانيًا
" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ " ﴿ لمائدة٥٠﴾
هي قسمة ثنائية إما أن
يكون حكم لله وإما أن يكون حكم الجاهلية فمن عدل عن حكم الله عدل عنه إلى
حكم الجاهلية وهذا من إحياء سُنن الجاهلية الباطلة
ثالثا
" إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ " ﴿الفتح ٢٦﴾
حمية الجاهلية صارت موجودة تجد في بعض الأغاني والإعلانات نحن الفراعنة أو في مباريات الكرة نحن الفراعنة !!
هتلاقي ناس بتفتخر بأنها أحفاد الفراعنه بتبص للحضارة والتقدم العلمي
بس بتنسى اهم حاجة بتنسى ماكانوا عليه من الشرك والوثنية
يقول عليه الصلاة والسلام: (لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأنفها) والجعلان: جمع جعل، وهي دويبة أرضية مثل الخنافس تدفع النتن -وفي لفظ آخر: الخرأة- بأنفها، فالذين
يفخرون بأي رابطة غير رابطة الإسلام ينطبق عليهم هذا الوعيد، وهو أن الله
يجعلهم أحقر وأذل وأهون من الجعلان التي تدفع النتن والنجس بأنفها.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له وقد التفت نحو المدينة: (إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وإن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا)
وروى
البيهقي بإسنادٍ صحيح وكذلك البغوي في شرح السنة عن أمير المؤمنين عمر
رضي الله عنه عندما ذهب لتسلم مفاتيح بيت المقدس خرج البطارقة لاستقباله
ومعهم أبوعبيدة ابن الجراح رضي الله تعالى عنه أمين هذه الأمة وأحد العشرة
المبشرين بالجنة، فعرضت لأمير المؤمنين عمر مخاضة (وحل ) كان يركب بغلة
فلما عرضت له المخاضة أشفق على بغلته فنزل وشمر ثيابه وخاض المخاضة فهرول
إليه أبو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه وقال يا أمير المؤمنين لقد فعلت
فعلة هي عظيمة عند أهل هذه البلاد، فدفع في صدره وقال : أوه لو غيرك يقوله
يا ابن الجراح ؟
إنا كنا أذلة فأعزنا الله بهذا الإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله
الحمية حمية الجاهلية كما يقال " أنا وأخويا على ابن عمي وأنا ابن عمي على الغريب"
كلا .. هذه حمية، أو
عائلة فلان هذا كثير في الصعيد، تقوم جرائم تراق فيها دماء من أجل أن
عائلة فلان قتلت فلان من العائلة الأخرى، هذه مصائب كبيرة ينبغي علينا أن
نتخلص منها، ويزعم مع ذلك أنه محب لله عز وجل, لكن كما قال تعالى ينبغي أن
نقف مواقف العدل
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ
وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ
بِهِمَا " ﴿النساء: ١٣٥﴾
أي لا يجوز أن تنحاز للفقير لفقره ولا إلى الغني لغناه ولا إلى الضعيف لضعفه ولا إلى القوي لقوته ولكن ينبغي أن تنحاز للحق
"
إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا
تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا
فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " ﴿النساء: ١٣٥
رابعًا
"
يَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ
هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ
لِلَّـهِ " ﴿آل عمران: ١٥٤﴾
ظن الجاهلية أن يتصور
العبد أن الأمور تجري بهذا الكون بصورة عشوائية، أما ظن أهل الإيمان أن
هذا الكون محكم لا يمكن أن تنتقل فيه ذرة من مكانها إلا بأمره عز وجل وهو
الملك الحق له الكمال في العلم وله الكمال في القدرة وله الكمال في الحكمة
سبحانه وتعالى .
إذن مقياس حبك لله هو مقدار امتثالك لأوامره واجتنابك لنواهيه
معلش الكلام أخدنا بره الموضوع شوية
بس إن شاء الله نكمل الكلام في موضوعنا الدرس القادم بإذن الله
أحبكم في الله
توقفنا المرة اللي فاتت عند سؤال هل يحتاج هذا العمل لشروط و أركان ليكون عبادة ؟
تعالوا نجاوب مع بعض على السؤال ده
س5: متى يكون العمل عبادة ؟
ج: إذا كمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل .
قال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ } (165) سورة البقرة .
وقال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} (57) سورة المؤمنون.
وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ
فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا
خَاشِعِينَ} (90) سورة الأنبياء.
ليكون العمل عبادة لا بد من أمرين كمال الحب و كمال الذل
قال
شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله : فمن خضع لإنسان مع بغضه له فليس عابدا
له ، ومن أحب شيئا دون أن ينقاد له فليس عابدا له ، فالعبادة التي أمرنا
بها تتضمن معني الذل ومعني الحب
أولا: الحب ..
هذه العبادة انتي بتتقربي بيها لله عز وجل يبقى لازم تعمليها وانتي مُحبة لله تعالى
هتلاقي ممكن اتنين واقفين يصلوا جنب بعض واحدة ممكن تقعد بالساعات وهيه مش حاسه بتعب وواحدة مش قادرة تكمل خمس دقائق على بعضها
الفرق بينهم ان الأولى محبة لله تحب حبيبها الذى تقف بين يديه
و الثانية لم تحب فلم تشعر بلذة الوقوف بين يدي الله عز وجل
قال الله تعالى : ( والذين ءامنوا أشد حبا لله )
لذلك كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم يقوم الليل حتى تتورم قدماه
مع ان الله عز وجل قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و لكنه محب لله
فأكثري من العمل الصالح
فالعمل من الإيمان كلما ازداد العمل زاد الإيمان
لكن المحبة اللي نقصدها
هي التي يتولد عنها الرجاء والخوف من الله عز وجل ,
لابد أن تكون بين الرجاء والخوف
فإن اعتمدنا على الرجاء لوحده فإن هذا يقود إلى الاغترار بالله عز وجل كما قال الحسن البصري رحمه الله
"
وإن أناسا غرتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، قالوا:
(نحسن الظن بالله) وكذبوا؛ لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل. "
ولو أن الإنسان اعتمد على الخوفِ فقط قاده هذا إلى اليأس .
فإذًا لابد من الأمرين الخوف والرجاء
ثانيا : الذل ...
قال تعالى: " إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون "
و قال تعالى: " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين "
فالأنبياء لنا أسوة
تقول أخت أنا لا اقدر على تحقيق الذل والانكسار بين يدى الله
فنقول لها جاهدي و اساليه تعالى
فخزائن الله ملأى
و اساليه تعالى أن يبلغك تلك المنزلة
اسالى الله كل شئ و أى شئ
فعنده خزائن كل شئ
والذل هنا معناه
أن المسلم يروض قلبه ويعود نفسه وجوارحه على الذل لله
عز وجل ويشمل ذلك التذلل والخضوع لقدر الله، ثم أيضاً الذل للاستجابة
لشرع الله.
يبقى الذل إني أرضى بقدر الله وإني أستجيب لشرع الله ده في حد ذاته ذل لله سبحانه وتعالى
طاعتك لله سبحانه وتعالى واتباعك لأوامره ده ذل وافتقار لله سبحانه وتعالى
فتحقيق الذل إذاً يكون بتحقيق العبودية لله تعالى وحده ، والعبد ذليل لربه تعالى في ربوبيته ، وفي إحسانه إليه .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
فإن تمام العبودية هو : بتكميل مقام الذل والانقياد ،
وأكمل الخلق عبودية : أكملهم ذلاًّ لله ، وانقياداً ، وطاعة ، والعبد ذليل
لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل ، فهو ذليل لعزِّه ، وذليل لقهره ،
وذليل لربوبيته فيه وتصرفه ، وذليل لإحسانه إليه ، وإنعامه عليه ؛ فإن مَن
أحسن إليك : فقد استعبدك ، وصار قلبُك معبَّداً له ، وذليلاً ، تعبَّدَ
له لحاجته إليه على مدى الأنفاس ، في جلب كل ما ينفعه ، ودفع كل ما يضره .
طيب هل كل العبادات درجة الذل فيها بنفس القدر
قد يظهر الذل في عبادة أعظم منه في عبادة أخرى , وأعظم العبادات التي فيها
عظيم الذل والخضوع لله هي : الصلاة المفروضة , والصلاة ذاتها تختلف
هيئاتها وأركانها في مقدار الذل والخضوع فيها ، وأعظم ما يظهر فيه ذل
العبد وخضوعه لربه تعالى فيها : السجود .
يبقى لو قسنا الكلام ده على الصدقة مثلا هتلاقي
كونك شكرتي ربنا سبحانه وتعالى على إنه إداكي نعمة المال وبتقدري تتصدقي منه لله ده ذل لله سبحانه وتعالى
كونك بتطلعي الصدقة نفسها امتثالا لأمر الله ذل لله
كون انك طبقتي أمر الله بعدم المن في الصدقة يبقى ذل لله
وهكذا
فيه ناس لو كلمتيها فى امور الدين تقول لا تأتينى بايات النار و العذاب فأنا أخافهم و لا أحب أن اسمعهم بل كلمينى بالترغيب
لا و لكننا نجد الآيات بتتكلم عن الترغيب والترهيب مع بعض
"
الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون
ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء
ومن يضلل الله فما له من هاد "
وقد قرن الله تعالى بين آيات الترغيب و الترهيب الجنة و النار
وفيه ناس بتسأل لماذا اصلى و لكن لم يزداد ايمانى و لم تنهانى عن الذنوب ؟
لأنك لم تقيمي ركنى العبادة
المحبة و الذل
إذن قومى بالعبادة و انت سعيدة
تصلى و انت سعيدة
تخرجى المال و انت سعيده
بعض السلف كان إذا جاءهم من يسألهم الصدقة يقول: مرحباً بمن يحمل صدقاتنا إلى الله عز وجل مرحباً بسفراءنا إلى الله تعالى
أتى رجل النبي صلى
الله عليه وسلم وهو يقرأ : ألهاكم التكاثر . قال " يقول ابن آدم : مالي .
مالي ( قال ) وهل لك ، يا ابن آدم ! من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست
فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ؟ "
لما بتاكلي الأكل هل بيفضل منه شيء؟
أو لما تلبسي ملابس لغاية ما تبلى بتترمي ومش بتنتفعي بيها
كل ده بيفنى وبيهلك
لكن اللي بتتصدقي بيه هو الباقي
إذن المفروض أن نشعر باللذة فى المحبة
س6: ما علامة محبة العبد ربه عز وجل ؟
ج:
علامة ذلك أن يحب ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه فيمتثل أوامره
ويجتنب مناهيه , ويوالي أولياءه , ويعادي أعداءه , ولذا كان أوثق عرى
الإيمان الحب في الله , والبغض فيه .
ان محبة الله معناه أن تحبي ما يحبه الله تعالى و تبغضي ما يبغض الله تعالى و عندها تمتثلى لأومر الله تعالى و تجتنبي نواهيه
و كذلك من العلامات أن توالى أولياءه و تعادي أعداءه و لذا كان أوثق عرى الإيمان الحب و فى الله و البغض فيه
أنت الآن تقولى أننى أحب الله ، فما دليلك على ذلك ؟
فلكل قول حقيقة فما حقيقة قولك أنك تحبى الله تعالى ؟
انا الآن أحب الله فيجب أن افعل ما يحبه و يرضاه
و لو بتحبي ربنا فعلا تبقي حريصة إن ربنا سبحانه وتعالى يحبك وتتجنبي كل ما يبغضه كمان
يقول تعالى : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " ﴿المائدة:٣﴾
ويقول تعالى : " مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " ﴿الأنعام: ٣٨﴾
[b]فان كان الانسان يزعم حبه لله تعالى هل بعد كده وبعد ما شرائع الإسلام كملت وعرفنا إيه اللي بيحبه الله ويرضاه [/b]
معقولة أروح أسيبها وأرجع لسنن الجاهليه أحييها وأرفعها مرة تانية علشان
الناس يعملوا بيها ؟ يبقى أنا كده بحب ربنا سبحانه وتعالى ؟
إن هذا لعظيم جدًا في
دين الله عز وجل وقد روى البخاري (وهذا هو محل الشاهد من الحديث) عن ابن
عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال " أبغض الناسٍ إلى الله ثلاثة : ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة جاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه "[/b]
مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية فقد
يدعي الإنسان حبه لله عز وجل وليس الأمرُ كذلك بل إنه من أبغض الناس إلى
الله تبارك وتعالى لأنه يحيي سُنن الجاهلية والعياذ بالله .
راجعي في كتاب الله عز وجل أربعة مواضع وأنتي بتسمعي هذا الحديث ورد فيها الكلام عن أفعال بنعملها وهي من سنن الجاهلية :
أولًا
" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ " ﴿الأحزاب: ٣٣﴾
التبرج من سنن الجاهلية
ولو شفنا كتب التفسير هنلاقي إن التبرج في الجاهليه إن المرأة تلبس الخمار بس تحط طرفيه ورا ظهرها فتبان رقبتها وأذنها
هذا هو تبرج الجاهلية، فلما نزلت آية
" وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ "
راحت جايبه أطراف الخمار أو الطرحة اللي لابساها وغط بيها رقبتها وسترت نفسها
إذا كان هذا هو تبرج الجاهلية الأولى ففي أي مرحلة إحنا دلوقتي ؟
ومع ذلك تدعي هذه المتبرجة ويدعي زوجها أنه محب لله تبارك تعالى كلاهما من أبغض الناس لله تعالى وينبغي أن يُراجع نفسه.
ثانيًا
" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ " ﴿ لمائدة٥٠﴾
هي قسمة ثنائية إما أن
يكون حكم لله وإما أن يكون حكم الجاهلية فمن عدل عن حكم الله عدل عنه إلى
حكم الجاهلية وهذا من إحياء سُنن الجاهلية الباطلة
ثالثا
" إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ " ﴿الفتح ٢٦﴾
حمية الجاهلية صارت موجودة تجد في بعض الأغاني والإعلانات نحن الفراعنة أو في مباريات الكرة نحن الفراعنة !!
هتلاقي ناس بتفتخر بأنها أحفاد الفراعنه بتبص للحضارة والتقدم العلمي
بس بتنسى اهم حاجة بتنسى ماكانوا عليه من الشرك والوثنية
يقول عليه الصلاة والسلام: (لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأنفها) والجعلان: جمع جعل، وهي دويبة أرضية مثل الخنافس تدفع النتن -وفي لفظ آخر: الخرأة- بأنفها، فالذين
يفخرون بأي رابطة غير رابطة الإسلام ينطبق عليهم هذا الوعيد، وهو أن الله
يجعلهم أحقر وأذل وأهون من الجعلان التي تدفع النتن والنجس بأنفها.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له وقد التفت نحو المدينة: (إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وإن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا)
وروى
البيهقي بإسنادٍ صحيح وكذلك البغوي في شرح السنة عن أمير المؤمنين عمر
رضي الله عنه عندما ذهب لتسلم مفاتيح بيت المقدس خرج البطارقة لاستقباله
ومعهم أبوعبيدة ابن الجراح رضي الله تعالى عنه أمين هذه الأمة وأحد العشرة
المبشرين بالجنة، فعرضت لأمير المؤمنين عمر مخاضة (وحل ) كان يركب بغلة
فلما عرضت له المخاضة أشفق على بغلته فنزل وشمر ثيابه وخاض المخاضة فهرول
إليه أبو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه وقال يا أمير المؤمنين لقد فعلت
فعلة هي عظيمة عند أهل هذه البلاد، فدفع في صدره وقال : أوه لو غيرك يقوله
يا ابن الجراح ؟
إنا كنا أذلة فأعزنا الله بهذا الإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله
الحمية حمية الجاهلية كما يقال " أنا وأخويا على ابن عمي وأنا ابن عمي على الغريب"
كلا .. هذه حمية، أو
عائلة فلان هذا كثير في الصعيد، تقوم جرائم تراق فيها دماء من أجل أن
عائلة فلان قتلت فلان من العائلة الأخرى، هذه مصائب كبيرة ينبغي علينا أن
نتخلص منها، ويزعم مع ذلك أنه محب لله عز وجل, لكن كما قال تعالى ينبغي أن
نقف مواقف العدل
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ
وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ
بِهِمَا " ﴿النساء: ١٣٥﴾
أي لا يجوز أن تنحاز للفقير لفقره ولا إلى الغني لغناه ولا إلى الضعيف لضعفه ولا إلى القوي لقوته ولكن ينبغي أن تنحاز للحق
"
إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا
تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا
فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " ﴿النساء: ١٣٥
رابعًا
"
يَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ
هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ
لِلَّـهِ " ﴿آل عمران: ١٥٤﴾
ظن الجاهلية أن يتصور
العبد أن الأمور تجري بهذا الكون بصورة عشوائية، أما ظن أهل الإيمان أن
هذا الكون محكم لا يمكن أن تنتقل فيه ذرة من مكانها إلا بأمره عز وجل وهو
الملك الحق له الكمال في العلم وله الكمال في القدرة وله الكمال في الحكمة
سبحانه وتعالى .
إذن مقياس حبك لله هو مقدار امتثالك لأوامره واجتنابك لنواهيه
معلش الكلام أخدنا بره الموضوع شوية
بس إن شاء الله نكمل الكلام في موضوعنا الدرس القادم بإذن الله
أحبكم في الله
زهرة- Admin
- عدد المساهمات : 163
تاريخ التسجيل : 22/09/2012
مواضيع مماثلة
» من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 11
» من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 15
» من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 12
» من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 13
» من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 1
» من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 15
» من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 12
» من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 13
» من كتاب 200سؤال وجواب في العقيده 1
مــــــــــــــلتقي الدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيات الـي الله :: ملتقــــــــــــــي العلــــــــــــــــــوم الشرعيـــــــــــــــــــــــــه :: ~العقيدة والتوحيد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى