مــــــــــــــلتقي الدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيات الـي الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مــــــــــــــلتقي الدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيات الـي الله
مــــــــــــــلتقي الدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيات الـي الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدرس السادس عشر عام الحزن

اذهب الى الأسفل

 الدرس السادس عشر عام الحزن Empty الدرس السادس عشر عام الحزن

مُساهمة من طرف زهرة الثلاثاء يناير 01, 2013 8:48 am

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونستهديه


ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا


إنه من يهديه الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله



أما بعد :


***********************************




فأهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك واسأل الله عز وجل أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا أجمعين
مع الدرس الحادي عشر من دروس السيرة النبوية في فترة مكة.

في
الدرس اللي فات اتكلمنا عن الأزمة الخطيرة اللي عَصفِت بمكة عندما تجمع
بنو عبد مناف لحماية الرسول صلى الله عليه وسلم، واتكلمنا عن الحصار
الاقتصادي البشع الذي قام به الكفار، واتكلمنا برضه عن فك هذا الحصار،
وخروج بني عبد مناف من الشِعب في السنة العاشرة من البعثة النبوية.

بدأت
السنة العاشرة بمرض أبي طالب ، أبو طالب كان معدي 80 سنة تخيلو كبير جداً
جداً في السن ، 3 سنين - 3سنين من أكل ورق الشجر والجلود والحجر والترقب
والقلق
كل الحاجات ديت تعبت أوى أوي أبو طالب ، أبو طالب سنه كبير
ومستحملش كل المشاكل ديت ، دخل في دور مرض شديد جداً ، الناس كُلها بقت
متوقعة أنه ممكن يموت في أي لحظة
زعماء الكُفر اجتمعوا من تاني ، قالوا
إنا نخاف أن يموت هذا الشيخ فتُعيرنا به العرب ، يقولون تركوه حتى إذا مات
عمه تناولوه - يعني قريش خايفة من إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
موت أبي طالب فتُعيرها العرب بأنها استغلت موته لإيذاء ابن أخيه.
سبحان الله يعني عندهم بقايا حياء كما كانت أهل الجاهلية؛ طيب يعملوا إيه ؟

قالوا نروح لأبي طالب نقول له بصراحة يشوف لنا أي حل مع محمد صلى الله عليه وسلم قبل ما يموت
عملوا وفد مهيب 25 واحد ، كان منهم أبو جهل و أبو سفيان و عتبة بن ربيعة - عتبة طبعاً ده بتاع المفاوضات اللي قولناها في الدرس اللي فات
فـ عتبة بن ربيعة كان موجود ، أخوه كمان شيبة بن ربيعة ، أمية بن خلف .. غيرهم كتير، قالوا له إيه ؟

قالوا :
يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت - أنت راجل لك مكانة كبيرة جداً عندنا - وقد حضرك ما ترى، وتخوفنا عليك
- بصراحة كده احنا خايفين أنك تموت -، وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك، فادعه فخذ له منا وخذ لنا منه، ليكُف عنا ونكُف عنه، وليدعنا وديننا وندعهُ ودينه.

يعني
تنازل جديد - الحقيقة العرض ده مغرِى جداً جداً من زعماء مكة، قبل كده
كانوا بيساوموا الرسول صلى الله عليه وسلم علشان يسيب فكرة الإسلام
دلوقتي
بيقولوا لأ هو ممكن يفضل مسلم والناس اللي معاه برضه يفضلوا مسلمين واحنا
نفضل على دينا ومحدش فينا له دعوة بالتاني ، ودول هيعيشوا جنب دول مفيش حد
هيأذي حد ، لكن في مقابل إيه ؟
في مقابل ألا
يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في معتقدات أهل قريش، ألا يُنكر عندهم
مُنكراً، ولا يأمر عندهم بمعروف، ألا ينصح أحداً بتطبيق أحكام الله عز وجل
على عباد الله
يعني عايزين يصلوا مفيش مانع، عايزين يطوفوا بالكعبة مفيش
مانع، لكن ملهومش دعوة بالدُنيا ماشية ازاي في مكة ، يفصلون دينهم عن دنيا
مكة تماماً ، فصل كامل بين الدنيا والدين.


طبعاً الرسول صلى الله عليه وسلم كان لسه خارج من الحصار الرهيب اللي قعد 3 سنين
والمسلمين تعبانين وبنو عبد مناف هي كمان تعبانة، وأبو طالب هيموت، ونُص المسلمين مهاجر للحبشة
يعني الوضع في مجمله يا أخواني ضعيف، اللي يشوف الوضع ده يعتقد أن ديت فرصة كبيرة جداً جداً للمسلمين.

أبو طالب أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له في حضور المشركين
قال له :
هؤلاء أشراف قومك، قد اجتمعوا لك ليعطوك وليأخذوا منك، فالرسول عليه الصلاة والسلام رد قاله إيه ؟
قال: (يا عم، أفلا تدعوهم إلى ما هو خيرٌ لهم؟ )
قال أبو طالب : وإلى ما تدعوهم؟
قال: أدعوهم إلى أن يتَكلموا بكلمة واحدة - الموضوع بسيط جداً ، واللهِ يا أخواني كان أمر الإيمان عليهم بسيط جداً - أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة واحدة تدين لهم بها العرب، ويملكون بها العجم).
-
طبعاً القرشيون يا أخواني ما كانوا يحلِمون أبداً بوحدة العرب - العرب بس،
وفوق كده كمان العَجم! هذا فوق حدود التخيل، هما فين وفارس فين؟ ، هما فين
والروم فين؟ كل ده بكلمة؟ -

أبو جهل بقى قعد يتخيل نفسه مَلِك
والعرب كلها بتسمع كلامه، وكمان كِسرى وقَيصر طبعاً ، كان مخهُ صغير جداً
أبو جهل ده ، المهم لقى نفسه بيقول: إيه هي الكلمة دي؟ - يعني اندفع كده
وبعدين اتهور كالعادة -
وقال:وأبيك لنعطيكها وعشر أمثالها - عايز كلمة واحدة بس ؟ ده احنا نديك عشر كلمات كمان -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تقولون: لا إله إلا الله، وتخلعون ما تعبدون من دونه)

أبو جهل واللي معاه اتجننوا، أنت لسه مُصر على اللي أنت فيه؟؟
أتُريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلهاً واحداً؟
إن أمرك لعجب ..... سبحان الله - مساكين والله يا أخوة هؤلاء الكفار،
مساكين هؤلاء الذين عاشوا يقاتلون من أجل قضية خاسرة، واللهِ بيتعبوا و
بيسهروا و بيحزنوا و بيتألموا ، وبعدين إيه النتيجة؟
إيه النتيجة لكل هذا التعب والسهر والكد والعرق؟؟؟
يقول سبحانه وتعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) ،
هي دي العيشة اللي عايشنها ، اجتماعات ،مؤتمرات ،لقاءات، حَذَر ،ترقُب
،رُعب وهَلَع، لا عارفين يطمنوا ولا عارفين يناموا ولا عارفين يستمتعوا حتى
فى حياتهم وفوق كده ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) ،يا لطيف نسأل الله العافية.

كلمة واحدة تعطونها تَدينُ لكم بها العرب وتملكون بها العجب ،

الصحابة يا أخواني قالوا هذه الكلمة، قالوا لا إله إلا الله
، سبحان الله قدروا فعلاً يجمعوا ، جمعوا كل العرب تحت راية واحدة، وبعدين
خلصوا العرب وطلعوا على غيرهم، سقطت عروش كِسرى وقَيصر .. وغيرهم من ملوك
الأرض بجيش
لا إله إلا الله .... فُتحت بقاع مهولة بلا إله إلا الله ، دخل الناس في دين الله أفواجاً بلا إله إلا الله
أيوه كل ده يا أخواني والله حصل بلا إله إلا الله ، كل ده حصل بمنهج الإسلام ، واللي مخلاش لا إله إلا الله منهجه كان إيه مصيره ؟؟؟

كلهم هيتسحبوا بعد كده في قَليِب بدر زي ما هنشوف بعد كده في دروس المدينة
ذلة في الدنيا وذلة في الأخرة ... لا إله إلا الله
يبقى المفاوضات فشلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والموقف فضل كما هو عليه كام شهر في مكة بعد هذا الموضوع


وبعدين سبحان الله دَخَل المسلمون في ابتلاء جديد ، حلقات متتابعة يا أخواني من الابتلاء والتمحيص
حياة كلها - كلها ابتلاء (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)
مين أكتر واحد كان بيساعد المسلمين ؟
... أبو طالب - يبقى علشان محدش يفتكر أن الدعوة مُعتمدة على انسان معين
مهما كان هذا الإنسان لازم هذا الإنسان يبعد لازم يموت ، ونشوف إيه اللي
هيحصل للدعوة ؟
سبحان الله هنلاقي الدعوة برضه ماشية - ماشية زي ما هي
لأنها دعوة ربنا سبحانه وتعالى مش مرتبطة بموت إنسان ولا بحياة إنسان ولا
بأي إنسان مهما كان هذا الإنسان

مات أبو طالب في السنة العاشرة من البَعثة
،الحقيقة يا أخواني موت أبي طالب كان مأسوياً إلى أبعد درجة ، مش بس علشان
مات ، ومش بس علشان كان بينصر الدعوة وبيحمي الرسول صلى الله عليه وسلم
... لأ

موت أبو طالب كان صعب جداً جداً لأنه مات مُشرك يا أخوان، مات كافراً ، مات على غير الحق الذي طالما دافع عنه
يا
سبحان الله في يوم موته راح له الرسول صلى الله عليه وسلم لقى أبو جهل
عنده سبق علشان يتأكد أنه هيموت من غير ما يغير دينه القديم ، من غير ما
يسيب هُبل يا سبحان الله ! ، مسكين والله أبو جهل في ناس كده تلاقيها شعلة
نشاط - شعلة نشاط ... لكن في الباطل .


المهم
... الرسول صلى الله عليه وسلم دخل بيجري على أبي طالب نفسه يلحقه قبل ما
يموت بقاله عشر سنين بيكلمه في الإسلام والتاني رافض سبحان الله ، والرسول
صلى الله عليه وسلم عارف أنه لو مات كافر يبقى المَصير جِهنم ،
سبحان الله - بعد كل هذا الدفاع والكِفاح والتَعب والنَصب يخلُد في النار؟!!
الرسول داخل في مُنتهى السرعة على أبي طالب قال له :
أيعم قُل لا إله إلا الله ، كلمة أُحاج لك بها عند الله
الراجل
خلاص بيموت - هيقول الكلمة ويموت ، الرسول عليه الصلاة والسلام بيقول له
قول كلمة واحدة أحاج لك بها عند الله ، ادافع عنك ، الرسول بنفسه هيقف
يدافع عنه هيقف يشفع له سبحان الله ، أبو جهل طبعاً واقف قلقان ، قلقان
هيموت لو آمن أبو طالب فقد تؤمن قبيلة بني هاشم ولو حصل كده ممكن تؤمن مكة
،وهو هيروح في الرجلين فواقف يستخدم كل إمكانياته وطاقاته ، عايش لقضيته
تماماً قال أبو جهل :
يا أبا طالب ترغَبُ عن
مِلة عبد المطلب ، ترغبُ عن مِلة عبد المطلب - قال يعني أبو جهل كان بيحب
عبد المطلب أوي ده بيكره كل بني هاشم وطول عمره بينافس بني هاشم وبيحارب
بني هاشم ، لكن بيلمس في أبي طالب التقاليد وسبحان الله عملتلك إيه
التقاليد يا أبو طالب؟ -
المهم ... أبو طالب واقف حيران بين الاتنين بين
أعظم الخلق وأبلغ البشر صلى الله عليه وسلم وبين فرعون هذه الأمة وإمام
الكُفر أبي جهل لعنه الله ، وفي الأخر إيه النتيجة بعد التفكير ؟ إيه
القرار قبل ما تموت ؟
قال : على مِلة عبد المطلب - هُبل واللات والعُزى والحاجات دي سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يا أخواني

تخيل
مَدى الألم في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان بيحب عمه جداً جداً
، وكان شايف بعينيه مدى الجُهد اللي كان أبو طالب بيعمله وأد إيه خدم
الإسلام
قال صلى الله عليه وسلم في حزن شديد لاستغفرن لك ما لم أنُهَى عنك، هو حاسس أن ربنا سبحانه وتعالى ممكن يقوله لأ مستغفرلوش - لاستغفرن لك ما لم أنهى عنك -
فنزل قول الله عز وجل :
(مَا
كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ
لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)


وخلي بالك - أنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
- ... لا حول ولا قوة إلا بالله تخيل بعد كل البهدلة اللي اتبهدلها ابى
طالب بعد الحصار 3 سنين، وقاعد ليل نهار مع الرسول صلى الله عليه وسلم قاعد
ليل نهار يسمع منه ، لكن من أصحاب الجحيم سبحان الله لأنه مقالش كلمة وحدة
- كلمة واحدة هي أثقل من كُل أعمال بني آدم لا إله إلا الله

الحقيقة يا أخواني الموقف مؤثر جداً جداً ، الواحد أد إيه بيحمد ربنا سبحانه وتعالى على أننا بفضل الله مسلمين ،
ساعات في ناس كتير جداً جداً مبتقدرش قيمة الكلمة اللي شيلَها ... كلمة لا إله إلا الله




طبعا
بعد موت أبي طالب الموقف اتغير تماماً في مكة ، أبو طالب كان له مكانة
كبيرة جداً في مكة ، وكمان كان على دينهم ، فقريش على كل الكراهية وعلى كل
العداء اللي كانت بتعمله للرسول مكانتش بتعمل كل اللي عايزاه كانت عاملة
برضه لأبي طالب حساب ، لكن دلوقتي خلاص أبو طالب مات

الكفار اتجرؤا جداً جداً على رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب

سبحان الله مع كل اللي اتعمل قبل كده إلا أنه بيعتبر أنه هو ولا حاجة بالقياس باللي اتعمل بعد موت أبي طالب
يَروي عبد الله بن مسعود فيقول :
كان
النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي عند البيت - الكلام ده بعد موت أبي طالب -
كان يُصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب لهم جلوس إذ قال بعضهم لبعضٍ أيكم
يجيء بسَلَىَ جزولِ بني فلان ؟ - يعني أمعاء الناقة بتاعت ناس كانوا لسه
دبحين - فيضعه على ظَهر محمد صلى الله عليه وسلم إذا سجد - يعني هو عايز
واحد يجيب أمعاء هذه الناقة يحطها فوق ضهر الرسول صلى الله عليه وسلم ....
مُنتهى
الاستهزاء ومُنتهى السخرية - فانبعث أشقى القوم - كان مين ؟ كان عقبة بن
أبي معيط لعنه الله - فجاء به فنظر حتى إذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم
وضعه على ظهره بين كتفيه - شوفوا عبد الله بن مسعود بيقول إيه :
يقول
وأنا أنظُر لا أغني شيء لو كان لي مَنَعة - لاحظ الحسرة الشديدة في كلام
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عبد الله بن مسعود طبعاً ليس له منعة في
مكة لن يبكى عليه أحد لو قام يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم أكيد
هيتقتل ، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - فجعلوا - أي الكفار -
يضحكون ويُحِيلُ بعضهم على بعض - يعني يميل بعضهم على بعض فرحانين أوي أوي
بالإنجاز الكبير اللي عملوه - ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع
رأسه حتى انطلق إنسانٌ فأخبر فاطمة ، فجاءت وهي جويرية صغيرة - جويرية يعني
كان عندها حوالي 10 سنين تقريباً في الوقت ده - فطرحت عن ظَهرِه ، فرفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسهُ ثم قال - وخلي بالك بأى - هيقول في
المرة دي كلام أول مرة - أول مرة يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم من أول
ما بُعث عليه الصلاة والسلام ، قال :
اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بقريش.... 3 مرات

قريش
اتفجأت يا أخوان أول مرة الكلام ده يحصل وبعدين هما عارفين أن الرسول صادق
وعارفين أن الدعاء في مكة مقبول ، ثم بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يُسمي
قال :
اللهم عليك بأبي جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأُمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط
يقول
عبد الله بن مسعود وعد السابع فلم يُحفظ ، في رواية تانية بتقول أن السابع
كان عِمارة بن الوليد ، قال عبد الله بن مسعود فوالذي نفسي بيده لقد رأيت
الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صَرعى في القليب - قَليب بدر، كل
دول اتقتلوا في بدر

الموقف يا أخواني بقى صعب أوي أوي في
مكة كل يوم مشكلة شكل الألم بدأ يزداد برسول الله صلى الله عليه وسلم ،
الحزن في قلبه بقى موجود على طول مش بس أبو طالب مات ومش بس مات مشرك ... لأ ، كمان الكفار مش سيبينه .


وسبحان الله في هذا الجو من الأحزان والهموم يدخُل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مُصيبة جديدة ،همٍ جديد ، حُزنٍ جديد سبحان الله (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل)
اتعرض يا أخواني الرسول صلى الله عليه وسلم لكل الابتلاءات - كل الابتلاءات اللي ممكن تحصل لإنسان:
فقر ، جوع، ضرب وتعذيب، سُخرية، حروب وجهاد، فقد للأم وللأب وللجد وللعم، فقد للأولاد ،فقد للأصحاب، ترك للديار.. كل الابتلاءات

ودلوقتي سبحان الله مع كل الهموم اللي عايشها هيدخل في ابتلاء جديد ، إيه هو الابتلاء ده ؟
ابتلاء فقد الزوجة، السَند العاطفي الجميل لرسول الله صلى الله عليه وسلم....
ماتت السيدة العظيمة الجليلة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

خديجة
يا أخواني كانت نِعمة من نِعم الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فعلاً كانت خير متاع الدنيا له، كانت صدر حنون، ورأي حكيم، سبحان
الله عشرة طويلة جداً جداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 25 سنة،
في كل هذه السنين واللهِ يا أخواني عُمرها ما عملت مشكلة مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم، عمرها ما طلبت حاجة لنفسها، عاشت تساعده بكل طاقتها، كانت
كل سعادتها أنها تشوفه سعيد، كانت فعلاً نعمه
يتحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول في حُب عميق:
(آمنت بي حين كفر بي الناس، وصدّقتني حين كذّبني الناس، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس، ورزقني الله ولدها وحرم ولد غيرها)
سبحان الله بعد كل هذا الارتباط الوثيق يا أخواني أذِن الله عز وجل بالرحيل لابد - لابد ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )

ماتت
خديجة رضي الله عنه وأرضاها - موت الزوجة يا أخواني بصفة عامة مُصيبة،
الراجل مسكين واللهِ مسكين فعلاً بغير زوجته، وكلما طالت العِشرة كان
الفراق أصعب، فإن كانت الزوجة صالحة كان الفراق أصعب وأصعب، فما بالك لو
كانت الزوجة واحدة من أعظم نساء الأرض
هذه فعلاً مصيبة كبيرة جداً والله يا أخوة من أشد المصائب التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم، شوف الرسول بيقول إيه ؟ يقول:
(حَسُبك من نِساء العالمين مريم أبنت عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و آسية امرأة فرعون)

يعني أنت مش بتقارن السيدة خديجة بنساء قريش أو بمكة أو حتى بنساء زمنها... لأ
- أنت بتقارنها بنساء العالمين، هذه واحدة من أعظم أربع نساء في الخلق،
تخيلوا درجة عالية جداً جداً من السمِو ، هذه السيدة بهذا القدر وبهذه
القيمة وبهذه المكانة فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... لأ وسابته أمتى ؟
بعد وفاة أبي طالب بأيام ، وفي روايات قبل وفاة أبي طالب بأيام

يعني المُصِيَبتِين كانوا في وقت قريب أوي أوى - سبحان الله - حزن كبير أوي أوي في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم
كان
محتاج حد يسمع منه مشاكله وهمومه ويفضفض له يقول له قريش عملت كذا وكذا
وكذا تقوله معلش ربنا معاك ربنا هينصرك كلمة حلوة ابتسامة كان محتاج لكن
سبحان الله الموت يا أخواني لا يأخر

الرسول صلى الله عليه وسلم يا أخواني و يا أخواتي والله ِتعب أوي أوي مشواره صعب - صعب فعلاً
كل الأحداث ديت بتحصل وهو عنده 50 سنة - خمسين سنة كبر خلاص وهَنَ العَظِم ، كثرت الهموم، تشعّبت المشاكل، العملية مش بس موت أبي طالب ومش بس موت السيدة خديجة ... لأ -
مش بس الإيذاء اللي بيتعرض له من قريش. .. لأ
الموضوع
أكبر من كده كمان إذا كان هو حصل معاه كده من قريش فأكيد المسلمين التانين
بيحصل معاهم زي كده وأكتر وهو شايل هم المستضعفين وحاسس بيهم وخايف عليهم،
مسئولية كبيرة

وغير كده برضه في مشاكل المسلمين اللي قاعدين في الحَبَشة أكتر من 100 صحابي وصحابية وقاعدين بولادهم بعيد عنه، ومش عارف وضعهم إيه .
دي كلها مشاكل وهموم خلت العام فعلاً يُطلق عليه بحق
((عام الحُزن))

لكن
الأكتر من كل اللي فات الهم الكبير الحقيقي في حياة الرسول صلى الله عليه
وسلم الإسلام، و أكتر حاجة كانت فعلاً بتضايقه هي بُعد الناس عن الإسلام يا
أخواني


الموقف اتجمد في مكة تقريباً أُغلقت كل أبواب الدعوة في
مكة، الظروف ديت غالباً مفيش حد هيؤمن ودي حاجة كانت فعلاً بتأثر في
الرسول صلى الله عليه وسلم جداً جداً لأن الدعوة فعلاً كانت في دَمُه،
ميقدرش يقعد يوم أو يومين من غير دعوة ، و مكة خلاص مقفولة طيب يعمل إيه ؟
معقولة ممكن يجي وقت الدعوة تقف فيه؟!! ...... مُستحيل
الدعوة بالنسبة له زي الماية وزي الهواء.

طيب يتصرف ازاي ؟؟ الموقف صعب ، ربنا سبحانه وتعالى كان بيشفق عليه من كتر حزنه على الناس
( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )

الرسول مش قادر يستحمل وقف الدعوة ... يعمل إيه ؟

فكّر رسول الله صلى الله عليه وسلم - وللمرة الأولى يا أخواني منذُ البعثة - فكر أن يخرج بدعوته خارج مكة

قبل
كده مكانش في خروج من مكة أبداً؛ لأن أبواب الدعوة كانت مفتوحة فيها، ولو
بمَشَقة، لكن دلوقتي بعد ما الدعوة وقفت في مكة بقى في مُبرر للخروج
درس مهم جداً - الداعية مش بيسيب أبداً مكانه ويخرج لمكان تاني إلا إذا المكان اللي هو عايش فيه خلاص اتقفل ، الدعوة وقفت فيه
لكن قبل كده مسئوليته الأساسية هي الناس اللي عايش معاهم
طيب الرسول صلى الله عليه وسلم هايُخرج ، هَايُخرج فين ؟
مدن الجزيرة كتير جداً جداً ، القبائل فيها متعددة ... يبتدي بإيه ؟



الرسول صلى الله عليه وسلم فكر يبتدي بالطائف ، اشمعنى الطائف ؟
أوعوا تفتكروا الاختيار ده كده عشوائي ... أبداً ، الرسول يا أخواني كان سياسي بارع، وقائد مُحَنك بيدرس كل خطوة بدقة شديدة
الطائف بتتميز عن غيرها من مدن الجزيرة بحاجات مهمة جداً جداً:

أولاً:
تُعتبر
الطائف هي المدينة الثانية في الجزيرة العربية بعد مكة، يعني مركز حيوي
هام جداً جداً من مراكز الكثافة السكانية والتجارة، لها مكانة كبيرة أوي
أوي في قلوب العرب
عارفين المشركين لما كانوا بيقولوا ( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )
القريتان: هما مكة والطائف، فكانت مكانتها عالية جداً جداً، والناس اللي فيها كتير.

الحاجة التانية:
في
الطائف قبيلة ثَقِيف - قبيلة ثَقِيف من أقوى القبائل العربية، و واضح أن
قريش بعد كده هتحارب الرسول صلى الله عليه وسلم، ولازم الرسول صلى الله
عليه وسلم يشوف قبيلة قوية تقبل أن هي تقف في وِش قريش، وده مش سهل
وخلي بالك - قبيلة ثقيف كانت في منتهى القوة لدرجة أنها هي القبيلة الوحيدة اللي استعصت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الفتح
مقدرش يفتحها ، قعد محاصرها شهر ومتفتحتش وفين بعد كده جم لوحدهم وأسلموا
يعني فعلاً قبيلة قوية ولها مَنعة ضخمة جداً.

الحاجة التالتة:
المُنافسة الدينية بين مكة والطائف كانت كبيرة جداً جداً
إذا كان مكة فيها البيت الحرام وفيها هُبل، فالطائف فيها اللاّت من أشهر أصنام العرب
كتير
جداً جداً من العرب كانوا بيحلفوا باللات، حتى الناس اللي عايشه جوه مكة،
واحتمال الطائف تشوف الدعوة ديت يبقى عندها رغبة أنها تسحَب البِساط من تحت
أقدام مكة وتتبنى هذه الدعوة الجديدة الإسلام؛ علشان تتفوق على مكة في
الموضوع الدين.

الحاجة الرابعة:
أن
الطائف قريبة نِسبياً يعني من مكة - المسافة حوالي 100 كيلو- الرسول صلى
الله عليه وسلم مش عايز يبعد كتير أوي أوي عن مكة علشان التنسيق بين
المركزين مكة والطائف يبقى سهل.

الحاجة الخامسة:
الطائف - وخلي بالك دي مهمة جداً - الطائف كانت عاملة زي المصيف بالنسبة لأهل مكة
أغنياء
قريش بصفة عامة كان عنهم أملاك في الطائف، بالذات بني هاشم وبني عبد الشمس
وبني مخزوم، لو دخلت الطائف في الإسلام هتبقى ضربة اقتصادية موجعة جداً
جداً لقريش.


علشان الحاجات دي الرسول قرر أن هو يبتدي بالطائف، راح أمتى ؟؟؟
راح في شوال من السنة العاشرة من البعثة - سبحان الله - في نفس الشهر اللي مات فيه أبو طالب أو في الشهر اللي وراه حسب اختلاف الروايات
يعني مفيش حاجة اسمها راحة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المسافة
يا أخواني بين الطائف وبين مكة 100 كيلو زي ما قلنا من شوية ، الطريق كله
صحراء، الجو حر، خلي بالك الكلام ده كان تقريباً في مايو أو يونية سنة 619
ميلادية ، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم قرر - خلي بالك -
قرر أن يقطع هذه المسافة ماشياً على قدمه - سبحان الله ، طب ليه ؟

مكانش صعب عليه أن هو يوفر جَمل أو حُصان
لكن سبحان الله ده علشان ميلفتش النظر ليه يا أخواني، لو شافه مُشرك راكب دابة وخارج من مكة هيعرف أنه مسافر، وممكن الموضوع كله يقف

وعلشان نفس السبب نرجع برضه نفكر في حاجة تانية ....
أشمعنى خد معاه زَيد بن حارثة ومخدش معاه أي حد تاني من الصحابة ؟
ليه مخدش معاه مجموعة من الصحابة علشان يحموه ؟ ، ليه ماخدش أحد فُرسان قريش المسلمين زي حمزة أو عمر أو سعد أو الزبير ؟
يعني
واحد من الفرسان ممكن يحميه هناك في الطائف؛ لأن أي واحد من دولت لو خرج
مع الرسول بره مكة هيلفت النظر، لكن لو خد معاه زيد بن حارثة ، وكان ساعتها
متبنيه، ومعروف بـزيد بن محمد ، محدش هياخد باله من راجل ماشي ومعاه ابنه
فِكر يا أخواني فِكر عالي جداً جداً .

المهم ...
وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، وقعد يفكر أروح لمين هناك؟ أبتدي بمين؟
الأمر الآن ليس دعوة فقط - بل دعوة وطلب للنُصرة ضد قريش ... كلام في منتهى الخطورة
قال في نفسه يعني ما دام هطلب النُصرة يبقى لازم أروح لسَادة الطائف ، الضعفاء لن يجيروه من قريش،
ليس هذا تقليلاً من شأن الضعفاء ...أبداُ
لكن هذه مهمة سياسية واضحة جداً جداً وخطيرة جداً جداً
محدش يجي بقى يجيب موقف (عبس وتولى) ويقيس عليه موقف زي ده ... ابداً
لازم تعرف الظرف اللي بيحصل فيه الموقف ، لازم يِكَلم اللي يقدر يشيل المسئولية الكبيرة ديت
وبعدين
هو الطائف ملوش أي إجارة في البلد دي، وبدون دخول المدينة من بابها
الرئيسي فلن يتمكن رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعوة كبير ولا صغير
علشان كده فكّر الرسول صلى الله عليه وسلم أن هو يروح لقيادة الطائف مباشرتاً

فقه الواقع يا أخواني فكر سياسي متمكن

الحقيقة أنا مش عارف الناس اللي بتقول لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة جابت الكلام ده منين ؟
أمال إيه ده كله - إيه اللي بنتكلم عنه ده كله ؟ هو إيه في السياسة أكتر من كده ؟ إيه في السياسة أكتر من كده ؟؟

إلا إذا كان قصدهم أن السياسة متنفعش إلا بالكذب والنفاق والمظاهر والتجمل الزائف .... آه أقول لك الإسلام ملهوش دعوة بالحاجت دي
لكن السياسة النظيفة ، السياسة الشرعية جزء لا يتجزأ من التشريع الإسلامي، وأدي الرسول صلى الله عليه وسلم شايفين بيعمل إيه .....


المهم ...
اتجه
الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة من أبناء عمرو بن عـُميرمن كبار
سادات الطائف، وعرفهم بنفسه ودعاهم للإسلام ودعاهم للنُصرة له وللمسلمين ضد
قريش، التلاتة دول كانوا: عبد ياليل - اسمه كده عبد ياليل - و مسعود و حبيب أولاد عمرو بن عُمير
يا ترى كان إيه رد فعل زعماء الطائف ؟
الحقيقة يا اخواني كان ردهُم في منتهى السفاهة والتخلُف وانعدام الأدب

قال عبد ياليل بن عمرو :
إنه سيمرُط - يعني هيقطع ، سَيَمرُط يعني هيقطع - ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك
يا لطيف - مش بس استخفاف بالرسول صلى الله عليه وسلم... لأ - ده كمان استخفاف بالله عز وجل
هيروح يقطع ثياب الكعبة اعتراضاً على إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مسعود قال :
أما وجد الله أحداً غيرك؟

أما التالت بقى حبيب فحاول أن هو يستظرف أو يمثل يعني دور الذكي، لكن الحقيقة كان في منتهى الغباء، قال إيه ؟
قال :
والله لا أكلمك أبداً - مش هقدر أكلمك إن كنت رسولاً- لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك
- الرسول ده حاجة كبيرة أوي أنا مقدرش أكلمه - ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي أن أكلمك ... يا سلام
لو كنت بتكدب على ربنا يبقى أنت وحش أوي أوي وبرضه مقدرش أكلمك يعني كُنت صادق أو كاذب مش هقدر أكلمك ذكي جداً جداً

شر البلية والله يا أخواني ما يضحك...
واضح طبعاً أن عمرو بن عمير أبوهم للأسف معرفش يربيهم


المهم ...
مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم اتصطدم صدمة جديدة إلا أنه سبحان الله خد الموضوع ببساطة شديدة جداً قال لهم في منتهى الهدوء :
(إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني)
يعني خلاص أنتم مأمنتوش مش مشكلة بس خلوا الموضوع ما بيني وبينكم
هو
طبعاً مش عايز الموضوع يوصَل لقريش، لو وصل الموضوع لقريش سَيُتهم بصراحة
بتهمة التخَابُر مع قبيلة أجنبية، محاولة زعزعة نظام الحكم في مكة، وإثارة
الفتنة وكل الحاجات اللي أنتم عارفينها

لكن للأسف كان زعماء الطائف
مع أنهم أغبياء ومنعدمو الأخلاق، كانوا أيضاً فاقدين للمروءة، مش بس كشفوا
أمره،.. لأ دول أغروا به سفهاءهم وغِلمانَهم.
قعدوا يشتموه ويرفعوا صوتهم عليه - سبحان الله - أخر بهدلة

ومع ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لم ييأس ... قعد في الطائف 10 أيام يا أخواني - تخيلوا 10 أيام بعد الحوار ده
10 أيام لا يدع أحداً من أشرافهم إلا جاءه وكلمه
ولكن سبحان الله كلهم - كلهم رفضوا


وبعدين لما جه اليوم العاشر قالوا له:
اخرج
من بلادنا- اخرج من بلادنا ، وعملوا معاه موقف في منتهى الإجرام ، وقفوا
العبيد والسفهاء صفين خارج الطائف، وخلوه يمر بين الصفين، وبدءوا يحدفوه
بالحجارة وهو مزنوق بين الصفين، وبدأ الدم يغرق الرسول صلى الله عليه وسلم
وهو مش عارف يتصرف، و زيد بن حارثة سبحان الله مسكين بيحاول بكل طاقته أن
يبعد الحجارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن مش قادر، الحجارة جايه
من كل مكان
اتفتحت رأسه رضي الله عنه وأرضاه، لكن برضه بيحاول وفوق ده
كله شتائم وسِباب ولعنات، والرسول صلى الله عليه وسلم و زيد رضي الله عنه
بيجروا على قد ما يقدروا لحد ما خرجوا من بين الصفين

سبحان الله - اسرعا في اتجاه مكة، لكن العبيد مسابوهُمش، قعدوا يجروا وراهم بالحجارة تخيلوا أد إيه ؟؟
مسافة
5 كيلو متر كاملة- 5 كيلو متر.. وفين بعد 5 كيلو متر لقى الرسول صلى الله
عليه وسلم حديقة دخل فيها بسرعة جايز يلاقي حد يدافع عنه ، والحمد لله لما
دخل العبيد خافوا أنهم يخشوا الحديقة، ورجعوا تاني للطائف.


يا الله - يا الله .... أبعد كل هذا العناء والكد والتعب والمشقة سبحان الله في مسلمين بيفرطوا في الإسلام؟!

الناس
يا أخواني لا تدري عن الكم الهائل - الهائل من التضحِيات التي دفعها رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ودفعها زيد بن حارثة و أبو بكر و عمر و عثمان و
علي و حمزة و خديجة .. وغيرهم

الدين يا أخواني مجاش لينا بسهولة أبداً -
الدين اندفع فيه كتير أوي أوي كل لحظة - كل لحظة في حياة الرسول صلى الله
عليه وسلم كان فيها مُعاناة شكل، كل ده كان عشان يبلغنا علشان يوصل لنا
الدين.

والله أنا ما أشك في أن حزن الرسول صلى الله عليه وسلم الحقيقي الكبير في هذا الموقف كان على أهل الطائف مش منهم، لسان حاله بيقول:
يا ليت قومي يعلمون - الرسول كان خايف عليهم وكان خايف علينا، أكتر حاجة تحزنه أن واحد يرفض الإيمان مش أن
=============================33 د
واحد يؤذيه أو أن هو يضربه أبداً ، ربنا كان كتير بيقول له:
( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ) مش فلا تحزن منهم - فلا تحزن عليهم -

كان دايماً خايف عليهم صلى الله عليه وسلم، كان رحمة حقيقية للأرض يا أخوان صلى الله عليه وسلم .

المهم ...
دخل
الرسول صلى الله عليه وسلم الحديقة وراح لشجرة وقعد تحتها ، وركن ظهره
عليها ، الدم مغرقه ولبسه مقطع والتراب مغطيه ، حاول يتماسك أدام زيد بن
حارثة لكن سبحان الله مقدرش
بدأت الدموع تنزل من عنيه صلى الله عليه وسلم ، جواه بركان من الألم غير الجراح والدماء ، طب هيعمل إيه دلوقتي ؟ هيرجع مكة ازاي ؟
أكيد
الأخبار وصلت مكة ، وأكيد مكة مقفولة عليه ، هو هيلاقيها منين ولا منين
سبحان الله ، لسه خارج من مُصيبة خديجة ومُصيبة أبي طالب ، أدي مَصايب
جديدة ، بَكَى صلى الله عليه وسلم - بَكَى بحرقة يا أخواني
ثم
رفع يده إلى السماء وبدأ يدعو بدعاء حزين حزين جداً ، ما دعا به قبل ذلك
ولم يدعو به قبل ذلك ، دعاء يُعبر عن مدى الألم - الألم الشديد الذي يعتصر
قلبه صلى الله عليه وسلم :
" اللهم إليك أشكُ ضعف
قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب
المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلُني ، إلى بعيد يتجهمني ، أم إلى عدو
ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب عليا فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ،
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من
أن تنزل بي غضبك أو يحل عليَّ سخطُك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة
إلا بك"


لا حول ولا قوة إلا بالله - يا أخواني الألم شديد - ألم شديد مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم - سبحان الله ..
وهو قاعد في هذه الحالة خرج أصحاب الحديقة .. مين ؟
عتبة
بن ربيعة و شيبة بن ربيعة - يا لطيف كفار مكة، عتبة بن ربيعة ده اللي كان
بيعمل مفاوضات مع الرسول صلى الله عليه وسلم قبل كده، واللي لسه من كام يوم
الرسول صلى الله عليه وسلم كان بيقول
(اللهم عليك بـعتبة بن ربيعة ، وعليك بـشيبة بن ربيعة)
سبحان الله عتبة و شيبة كانوا من أغنياء مكة - أغنياء مكة اللي لهم أملاك في الطائف، يا ترى هيعملوا فيه إيه ؟؟؟

سبحان
الله 0- مع كل العداء المستحكم بين عتبة و شيبة وبين الرسول صلى الله عليه
وسلم، لكن الظاهر الحالة اللي وصل إليها الرسول صلى الله عليه وسلم خلته
يصعب على الكافر يا أخواني - فعلاً صعب على عتبة وشيبة بعتوا له عنقود عنب
مع أحد العبيد ، العبد ده كان اسمه عَدّاس وكان نصراني، قدم الطبق أمام
الرسول صلى الله عليه وسلم وأدام زيد بن حارثة رضي الله عنه وأرضاه
الرسول صلى الله عليه وسلم مكلش من زمان ، مد ايديه للطبق وخد عنبة وقال:
(بسم الله) وبعدين كَلَها ... عدّاس تعجب من الكلمة - عمره ما سمع في الطائف - سبحان الله - الكلمة دي
إيه بسم الله دي ؟!!! .... فقال:
إن
هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فالرسول عليه الصلاة والسلام قبل ما
يشرح له يعني إيه بسمِ الله الرحمنِ الرحيمِ، بدأ يتعرف عليه سبحان الله،
أول شيء في الدعوة يا أخواني التعارف، أول شيء التعارف وبعدين التعارف له
هدف واضح، بيتكلم معه بأمر الدين، سأله أسئلة ذات مغزى يا سبحان الله حتى
في هذه الظروف شديدة القسوة الرسول صلى الله عليه وسلم مش ناسي الدعوة،
أشراف الطائف رفضوا دعوته وضربوه، وهو بيدور على أي واحد يسمع دعوته حتى
ولو كان غلام صغير بسيط - لأ ومين أسياده ؟! عتبة وشيبه يا سبحان الله

الرسول قال له:
(من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟) شوف بيسأل على موضوع الدين علشان يفتح موضوع الدعوة -من أي البلاد أنت؟ وما دينك؟
قال الغلام: أنا نصراني من أهل نينوى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتى - سبحان الله عَدَّاَس اتخض ده عرف منين يونس بن متى ؟!!!
قال عداس : وما يدريك ما يونس بن متى؟؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك أخي - كان نبياً وأنا نبي .....

سبحان
الله الغلام الصغير ده ياأخواني أدرك في لحظة ما لم يدركه حكماء ثقيف، آمن
في لحظة واحدة، وأكب على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى يديه وعلى
رجليه يقبلها
سبحان الله زي ما يكون ربنا سبحانه وتعالى حب يريح قلب
الرسول صلى الله عليه وسلم بمؤمن - آه عبد لكن والله ِيا أخواني هذا العبد
بإيمانه أثقل من أهل ثقيف جميعاً.
طبعاً عتبة و شيبة شايفين الموقف من بعيد، قال أحدهما للآخر:
أما غُلامُك فقد أفسده عليك، نادى عليه بسرعة قال تعالى: ويحك ما هذا؟ قال: يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نَبي
لكن أنت بتكلم مين سبحان الله ؟!! - قال له:
ويحك يا عدّاس لا يصرِفَنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه - وكذبوا والله (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) .

المهم ...
كان
لازم الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم دلوقتي المكان ده مش آمن مطلقاً،
عنقود عنب مش كفاية لإثبات حُسن النوايا، دول عتبة و شيبة لعنهما الله.


المهم ...
قام الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ يمشي في اتجاه مكة، هيدخل مكة ازاي ؟
هو
مش عارف ، الأفكار يا أخواني في عقله عماله تتصارع، خلته ماشي وهو مش حاسس
أن هو ماشي كأنه في حلم، كأنه مغمى عليه تماماً ، شوفوا الرسول بيقول إيه ،
يقول :
(فانطلقتُ وأنا مَهموم على وَجِهي - يا حبيبي يا رسول الله - وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثَعالب)

يا سبحان الله - عارفين فين قرن الثعالب دي ؟ على بعد 35 كيلو متر من الطائف، 35 كيلو متر الرسول عليه الصلاة والسلام مِشي كل هذه المسافة دي وهو مش داري من شدة الهم والتفكير
وفي قرن الثعالب حدث أمرٌعجيب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(فرفعت
رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنَظَرتُ فإذا فيها جبريل، فناداني فقال
-هذا الكلام يا أخواني في البخاري - يقول إن الله قد سمع قول قومك لك وما
ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت)

يا الله
... مالك الجبال يا أخواني - تعالوا يا عتبة ويا شيبة تعالوا يا أولاد عمرو
بن عمير تعالوا شوفوا المقام العالي تعالوا شوفوا مَلَكُ الجِبال نازل
يسمع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول
الرسول صلى الله عليه وسلم:
(فناداني مِلِكٌ الجِبال فسلّم عليّ، ثم قال: يا محمد صلى اله عليه وسلم يا محمد ذلك فما شئت أن شئت ، أن أُطبق عليهم الأخشَبين)
لو عايز أقلب عليهم الجِبال أنت بس تؤمر ، الرسول صلى الله عليه وسلم يا أخواني مفكرش كتير ، محترش ، لأ يفكر، قال في منتهى الهدوء:
(بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يُشرك به شيئاً).

يا
الله .... معقولة يا أخواني في رُقي في الأخلاق إلى هذه الدرجة ؟!!! -
معقولة مع كل الألم والحزن والاضطهاد والقهر لسه رسول الله صلى الله عليه
وسلم خايف عليهم؟!!! لسه بياخد قراره بدون انفعال!!!

مع كل المصايب التي شافها صلى الله عليه وسلم في الأيام والساعات اللي فاتت دية لسه متغيرش،

واللهِ يا أخواني والله مهما قلنا مستحيل هنقدر نوفي الرسول صلى الله عليه وسلم حقه
ما هو برضه مش بالساهل أن ربنا سبحانه وتعالى يوصفه بأنه على خُلق عظيم، ويقول:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )... رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ،- هو ده رسولنا يا أخواني و يا أخواتي


الرسول
يا أخواني و يا أخواني كان بيعلمنا حاجة مهمة جداً جداً - بيعلمنا الفرق
الضخم المهول بين السياسي الداعية، والسياسي من أهل الدنيا
سياسي الدنيا لا ينظر إلا إلى المصلحة المادية
لكن السياسي الداعية له هدف أصيل - هو أن يُسلم الناس لرب العالمين سبحانه وتعالى
السياسي الداعية ميحبش أن يحصل له تمكين على جُثث ملايين الكافرين... لأ ، مفيش مانع التمكين يتأخر شويه بس الكفار يؤمنوا.
هي
دي رسالتك في الأرض أنك تعلم الناس مش أنك تِجلد الناس ، الناس هتضايقك
وهتأذيك، أيوه هيحصل لكن ده مش مفروض يغير طريقك؛ لأنك مش تقبض من الناس
أنت بتأخذ أجرك من ربنا سبحانه وتعالى
وربنا عمره ما بيضيع يضيع مجهود

وسبحان الله شوفوا بعد مرور السنين إيه اللي حصل في مكة والطائف أخرج الله عز وجل من أصلابهم من لا يكتفي فقط بقول لا إله إلا الله ولكن يحمل لا إله إلا الله إلى كل بقعة في الأرض
سبحان الله من صُلب الوليد بن المغيرة خرج خالد بن الوليد ، من صُلب العاص بن وائل خرج عمرو بن العاص ، من صُلب عتبة بن ربيعة خرج أبو حذيفة بن عتبة ، من صُلب أبي جهل خرج عِكرِمة بن أبي جهل .
عايز إيه أكتر من كده ؟

سبحان
الله بعد وفاة الرسول يا أخواني - بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
ارتدت كل جزيرة العرب، ولم يبقَى على الإسلام إلا ثلاث مُدن فقط منهم مكة ومنهم الطائف سبحان الله بالإضافة طبعاً إلى المدينة المنورة
أدي
المدينتين اللي لو دعا عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم كان ربنا أهلكهم،
أدي المدينتين ما شاء الله - ما شاء الله ثبتوا على الإسلام في زمن الرِدة
وشالوا همّ الدعوة حتى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

الموضوع كبير أوي يا أخواني ..... احنا عايزين نفهم ديننا ونفهم دورنا - دورنا نِعلِّم من غير ما نزهق
دورنا نِربي من غير ما نِجلد ، دورنا ندعو العالمين يا أخواني واللهِ كل العالمين إلى الإسلام من غير ما نستنى أي حاجة منهم
هو ده دورنا اللي علمهولنا الرسول صلى الله عليه وسلم في كل خطوة من خطوات حياته صلى الله عليه وسلم.

بعد موقف ملك الجبال ...
يُكمِل الرسول صلى الله عليه وسلم طريقه إلى مكة، وسبحان الله لسه في مفاجآت في الطريق ...

لما يوصل لمنطقة وادي نخلة على بُعد حوالي 43 كيلو متر من مكة وقف يستريح شوية ، والرسول صلى الله عليه وسلم يا أخوة لما يجي يستريح مش بيستريح بالنوم ... لأ - بيستريح بالصلاة
وقف
يصلي ،وقف يقرأ قرآن، بيدي نفسه زاد عشان يعرف يكمل الطريق وسبحان الله ..
الرسول صلى الله عليه وسلم كان فاكر نفسه لوحده ، كان فاكر إن الوادي ما
فيهوش أي حد ، الحقيقة يا إخواني الكلام ده كان صح بالنسبة للإنس، لكن ما
كنش صح بالنسبة للجن، كان في جن في وادي نخلة - يا لطيف - قعدوا يسمعوا
القرآن من فَمِى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(
وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ
الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ
وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا
سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا
قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ
ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ
اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ
أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) ..

يا سبحان الله إن كان البشر في الطائف ومكة رافضين الدعوة، فسبحان الله مجموعة لا بأس بها من الجن آمنت
انتو فاكرين إن دي حاجة تخوف !! ..
الحقيقة
أنا شايفها حاجة تِسعد ، تخيل نفسك تيجي يوم القيامة ، تلاقي في ميزان
حسناتك ألف جني مثلاً أو مليون جني ، ممكن والله ...... كنت يوم بتدعو
إنسان إلى الله، أو بتقرأ قرآن، أو بتذكر ربنا سبحانه وتعالى سمعك جني ..
آمن ..
يلا يا عم ألف مبروك ، بس أوعى تدور عليهم سيبهم هما يدوروا عليك .

الرسول صلى الله عليه وسلم خلص صلاته ، وبدأ ينطلق من جديد في اتجاه مكة
أوعوا تفتكروا يا أخواني أن المشوار ده مكانش فيه فوايد وأن الرسول عليه الصلاة والسلام اتبهدل من غير تمن ...لأ
الحمد لله في عدّاس آمن وده أمر مش المفروض نستهين به ، هذا غلام أو رجل أُنقذ من النار وسيدخل الجنة إن شاء الله

في إيمان الجن وهذه أمة ضخمة جداً من الخلق قد آمنت بهذه الكلمات التي سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفي التثبيت من الله عز وجل عندما لما بعث للرسول صلى الله عليه وسلم ملك الجبال
وطبعاً
ده شيء مهول يا إخواني مش سهل وتخيل الرسول عليه الصلاة والسلام يشوف ملك
الجبال وهو بيقول له الكلام ده هوا- ازاي ممكن قلبه يُثَبت ويفضل على
الطريق من غير ما يتبدل ولا يتغير؟!
نسأل الله عز وجل جميعاً الثبات


المهم ...
الرسول عليه الصلاة والسلام ك
زهرة
زهرة
Admin
Admin

عدد المساهمات : 163
تاريخ التسجيل : 22/09/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى