مــــــــــــــلتقي الدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيات الـي الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مــــــــــــــلتقي الدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيات الـي الله
مــــــــــــــلتقي الدعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيات الـي الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحلقه الرابعه عشر(الهجرة الثانيه)

اذهب الى الأسفل

الحلقه الرابعه عشر(الهجرة الثانيه) Empty الحلقه الرابعه عشر(الهجرة الثانيه)

مُساهمة من طرف زهرة الربيع الأربعاء ديسمبر 19, 2012 2:00 pm

كنا قد تحدثنا عن الهجرة إلى الحبشة. تحدثنا عن كيف هاجر المسلمون, وكيف استقبلوا هناك ولماذا اختار صلى الله عليه وسلم الحبشة دون غيرها, وتكلمنا عن عودة المسلمون من الحبشة عندما سمعوا بإشاعة أن مكة آمنت, ثم اكتشفوا بعد ذلك عدم دقة هذا الخبر.فرجعوا تانى من جديد إلى الحبشة, واشتد التعذيب في أرض مكة للمؤمنين المستضعفين فهنا أمر الرسول صلى الله عليهوسلم بالهجرة الثانية إلى الحبشة.
وقفنا عند هذه النقطة في المرة السابقة


وقلنا أن هذا القرار (قرار الهجرة الثانية) كان أصعب بكثير من القرار
الأول, ليه؟[size=25][b]
أولا,
قريش الآن أخذت حذرها, أغلقت كل أبواب مكة , عرفت إن المؤمنين هيهاجروا فوقفت حراس على كل مداخل ومخارج مكة فبقى الخروج صعب

الحاجةالتانية,
العدد المرة دى كبير جدا جدا. أول مرة كنا بنتكلم عن 14 واحد وثلاث نساء, يعنى عدد قليل. دلوقتى قرابة المائة من المؤمنين, تخيلوا 82 من الرجال و 18 من النساء غير الأطفال غير المتاع اللى شايلينه معاهم غير عدة المهاجر لا أقول عدة المسافر لا دول ناس طالعة مش عارفة هترجع امتى . [size=21]و مننساش ان[/size] مكة بلد صغير, 100 يخرجوا من وسط مكة ده رقم طبعا يهز مكة كلها.

الحاجة
التالتة
إن في أسماء لامعة جدا هتهاجر المرة دي, خطورة خروج هذه الأسماء مش مجرد بس إن هذه الأسماء أسماء ثقيلة أو كبيرة أولعظام المسلمين لا, المشكلة إنها خارجة من داخل بيوت زعماء مكة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في هذا الجو الصعب جدا وفي هذ الخلفية المعقدة أصدر الرسول صلى الله
عليه وسلم القرار بالهجرة إلى الحبشة. المرة دي أمر على المهاجرين جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاه . تبدأ يا إخوانى عمليه من أعقد عمليات المناورة خطة كانت محكمة المداخل والمخارج درست بعناية شديدة, وسبحان الله تعاون الجميع على إنجاح هذه المهمة: تعاون الصغار والكبار, الرجال والنساءعلى إنجاح هذه العملية الصعبة وبفضل الله سبحانه وتعالى نجحت العملية الجبارة.
سبحان الله! لم ينجح الكفار في الإمساك بأي منهم . شيء لا يتخيله عقل ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


واستقبلهم النجاشي رحمه
الله خير استقبال. هو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ملك لا يظلم عنده أحد ) لكن هل قبلت قريش بالأمر الواقع ؟ الواحد ممكن يقول خلاص قريش استريحت, خرج المؤمنون الخارجون على النظام في مكة واستقرت الأوضاع

لكن سبحان
الله لابد أن يحدث الصدام سنة من سنن الله عز وجل حتى لوالمؤمنين سابوا البلد كلها برضو مش هتقف الحرب (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ) حتى ايه مش حتى يرجعوكم مكة ولا حتى تتنازلوا عن شيء معين لأ التنازل الأساسي هو الدين (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْحَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) قريش هتفضل ورا المؤمنين في كل حتة في الأرض لحد ما ترجعهم عن هذا الدين الجديد الإسلام


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وأرسل زعماء مكة عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة للنجاشي ليعيد المهاجرين إلى مكة

قال إيه عمرو بن العاص؟
قال: "أيها الملك, انه قد ضوى إلى بلدك غلمان سفهاء," الحقيقة يا إخوة إن دي سقطة من عمرو بن العاص, هذه كذبه معظم المهاجرين من الأشراف العقلاء وليسوا من الغلمان السفهاء, وفي اعتقاده ان مش معقول النجاشي هيقدم كلام الغلمان السفهاء على كلام سفارة قريش الرسمية.

وبعدين السهم التاني
قال : هؤلاء الغلمان السفهاء "فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك"
هو طبعا كده بيقول له لا إحنا عاجبنهم ولا انت شخصيا عاجبهم.

السهم التالت
يقول : "وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا" خلى بالك الجملة دية فيها أكتر من إشارة.
أولا

يقول له أنا جاي من قبل الأشراف زعماء مكة يعنى هذه إشارة خفية بالتهديد بقطع العلاقات بين مكة وبين الحبشة .
الحاجة التانية

هؤلاء الأشرافهم آباءهم وأعمامهم يعنى ليهم حق الأبوة على هؤلاء فعمرو بن العاص بيحاول يستثير أخلاق النجاشي لرد هؤلاء الأولاد إلى آبائهم.
الحاجة التالتة

بيقول للنجاشي خلى بالك انت ممكن تنخدع في حلاوة كلامهم لكن الذين يعلمونهم حق العلم هم الذين عاشوا معهم فترة طويلة كما قال عمرو بن العاص " فهم أعلى بهم عينا".

بعد ما خلص عمرو بن العاص وقبل النجاشي ما يتكلم تدخل البطارقة للكلام والوزراء وكبارالقوم تدخلوا للكلام قالوا "صدقا أيها الملك فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى قومهم وبلادهم" طبعا قابضين.

عمرو مكنش عايز النجاشي يسمع المسلمين لكن النجاشي ملك لا يظلم عنده أحد ليس من العدل أن تحكم في قضية دون أن تستمع إلى الطرف الآخر.
قال النجاشي ردا على عمرووردا على البطارقة الموالين والمحبين لعمرو, قال: " لا والله, لا أسلمهم إليهما" مش بهذه البساطة "ولا يكاد قوم جاورونى ونزلوا بلادي واختاروني على ما سواي حتى أدعوهم فأسألهم ما يقول هذان في أمرهم؟ فإن كانوا كما يقولون" يعنى كانوا غلمان سفهاء خرجوا عن دين الآباء وفعلوا كذا وكذا كما يقولون "إن كانوا كما يقولون أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وإن كانوا على غيرذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني" يا سلام! عدل


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


النجاشي بعت للمسلمين,
فاجتمع المسلمون, مجلس سريع شورى وقالوا إيه؟ قالوا "ما تقولون للرجل؟" النجاشي يعنى "ما تقولون للرجل ان جئتموه؟" فاجتمعوا على أن يقولوا " والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن " يا الله! (لا تبديل لكلمات الله) الرؤية يا إخواني واضحة تماما عند المسلمين مفيش خوف ولا قلق الخوف بيكون من ربنا بس.
طيب يبقى هنروح للنجاشي طيب مين فينا الى هيتكلم؟ قعدوا مع بعض وعملوا برضو مجلس شورى تاني واختاروا في الآخر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه. اشمعنى جعفر اللى اختاروه؟
أولا

هو رئيس الوفد ورئيس الوفد هوممثل الرسمي للوفد وأكيد انه اتصل قبل كده بالنجاشي كذا مرة وألف الحوارمع النجاشي.

الحاجة التانية

ان هو ما شاء الله خطيب مفوه يقدر يوصل كلام المسلمين بأبسط صورة ممكنة.

والحاجة التالتة
مهمة جدا جدا هو من أشرف أشراف الوفد طبعا هاشمي قرشي وطبعا ده رد على كلمة عمرو بن العاص " انه قد ضوى إلى بلادك غلمان سفهاء "

[/size]
[/b]

[size=21]ذهب المسلمون للقاء النجاشي . النجاشي قعد في وسط الاجتماع وحوالية الأساقفة والبطارقة والوزراء وكبار رجال الدولة, عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة واقفين هما الاتنين ووراهم الوفد القرشي
الكافر وجعفر بن أبي طالب واقف ووراه الوفد المسلم. وبدأ الاجتماع
الكبيرافتتح النجاشي هذا الاجتماع بسؤال المسلمين فى منتهى الوضوح :

"ما هذا الدين الذي فارقتم دين قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا
دين أحد من هذه الأمم؟" طيب إيه الغريب في السؤال؟
الغريب يا إخوانى إن
المسلمين مقالوش للنجاشي أي حاجة قبل كده عن دينهم. يا سبحان الله! لا هما قالوا ولا النجاشي سأل, لم يتحمس المسلمون للقيام بواجب الدعوة في الحبشة لأن الهدف المرحلي للمسلمين في الفترة دية هو الحفاظ على الدين ممثلا في المسلمين والمسلمين كانوا عارفين قوتهم البسيطة جدا, فآثر المسلمون أن يتكتموا أمرهم, ويحافظوا على سريتهم, ويهتموا بالدواعي الأمنية للوفد المسلم على حساب الناحية الدعوية في هذه المرحلة, فقه المرحلة, والنجاشي رحمه الله لم يسأل[size=21] ، اكتفى فقط بمجرد اللى قاله المسلمين وهو أنهم قد ظلموا في بلادهم فلجأوا إليه.

ازاى هيخرجوا من المطب ده؟ يا ترى ازاى؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عمل إيه جعفر رضي الله عنه؟ قسم جعفر المقالة إلى مقاطع عدة كل مقطع له غرض معين وركبهم تركيبة جميلة جدا.



[center]المقطع الأول
قال: "أيها الملك, كنا قوما أهل جاهلية, ونعبد الأصنام ونأكل الميتة, ونأتي الفواحش, ونقطع الأرحام, ونسيئ الجوار, يأكل القوي مناالضعيف"
حالة تأنف منها النفوس الكريمة وبعدين في إشارة واضحة . عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة الاتنين مازالا على هذه الصورة الخبيثة, يعني لسه على الجاهلية التي يتحدث عنها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه. وبعدين خلي بالك برضو من حاجة مهمة أوى كل المشاكل اللى عرضها جعفر بحال الجاهلية تتعلق بالظلم. إماالظلم مع النفس بعبادة الأصنام (إن الشرك لظلم عظيم) أو ظلم مع الرحم بقطع الأرحام, أو ظلم مع الجار بالأساءة إليه, أو ظلم مع الضعيف بأكل حقه.



المقطع الثاني,
قال جعفر: "فكنا على ذلك حتى بعث الله لنا رسولا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه"

يعني الذي جاء بهذا الدين ليس رجلا أفاقا كذابا يريد خداع الناس, أبدا ليس له أي مصلحة انما يشهد له صدقه وأمانته وعفافه.

المقطع التالت
هيتكلم بقى عن الصورة المضادة للجاهلية هيتكلم عن الإسلام. آدي وضع الجاهلية والرسول الصادق جاء لنا بهذه الصورة الجديدة بيقول إيه؟ قال: "فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان, وأمرنا.." واسمع بقى "وأمرنا بصدق الحديث, وأداء الأمانة, وصلة الرحم, وحسن الجوار..." خلى بالك هوبينقي كل الحاجات العكسية للصورة اللى حطها قبل كده "وحسن الجوار, والكف عن المحارم والدماء ونهانا..." واسمع "نهانا عن الفواحش, وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام"

وقعد يقول حاجات تانية كتير بس السيدة أم سلمة
رضى الله عنها راوية القصة تقول: "فعدد عليهم أمور الإسلام"

لكن جعفر بدأ يقول للنجاشي إن عمرو بن العاص وأهل مكة عملوا فينا حاجات كتير أوي علشان يرجعونا تاني من صورة الإسلام الجميلة اللى قلتهالك دية إلى صورة الجاهلية المقيتة القبيحة التيذكرتها في بداية المقالة.
قال جعفر بن أبي طالب يكمل الكلام:
"فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث"

وطبعا مننساش إن صورة التعذيب دية بتفكر النصارى بالحواريين الذين عذبوا من قبل أصحاب عيسى عليه السلام, الذين عذبوا بنفسالأساليب وأبشع. يبقى كدة تقدر تقول إن جعفر سيطر تماما على مشاعرالنجاشي بل وعلى مشاعر الأساقفة من حول النجاشي



مقطع سياسي حكيم
قال جعفر: "فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك ..." يبتدى بقى يفخم من دور النجاشي رحمه الله قال: "خرجنا إلى بلدك وإخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجوناألا نظلم عندك أيها الملك." من غير نفاق ولا كذب يرفع من قيمة النجاشي هو بذلك يكسب قلب النجاشي, يرفع قيمة العدل عند النجاشي, لايتسرع بعد ذلك النجاشي في حكمه ولا يجور في القضاء.
[/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

النجاشي
عقلية كبيرة أوي. جعفر بيتكلم عن رسول والنجاشي عارف إن الرسل كلامهم غير كلام الناس وعايز يتأكد وبعدين واضح ان النجاشي بدأ يهتم بأمر هذا الدين الجديد واحتمال كبير أوي إنه كان عارف إن في رسول سيأتي في ذلك الزمان زي ما كان كل أهل الكتاب عارفين. كل ده خلى النجاشي يقول لجعفرهل معك شيئا مما جاء به عن الله من شيء؟" قال جعفر: "نعم" وبدأ جعفر رضي الله عنه يفكر هأقرا إيه من القرآن على النجاشي ومن معه؟
شوف التوفيق
بقى يختار صدر صورة مريم السورة التي تتحدث عن عيسى وزكريا وعلى يحيى عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم , السورة التي تتحدث عن السيدة مريم ومكانتها في الإسلام. وبدأ جعفر يقرا آيات القرآن الجميلة على النجاشي ومن معه. قال
)كهيعص 1 ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا 2 إِذْ نَادَىٰرَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا 3 قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّيوَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا 4وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِيعَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا 5 يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِيَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا 6 يَا زَكَرِيَّا إِنَّانُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُسَمِيًّا 7")

ذكريات يا إخواني جميلة جدا جدا تمر على أسماع النصارى, بدأالنصارى يتأثرون تأثرا كبيرا جدا. جعفر رضي الله عنه وأرضاه ملا حظ هذا التأثر استمر رضي الله عنه وأرضاه يضرب على الوتر الحساس "( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّافَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا 17 قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُبِالرَّحْمَٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا 18 قَالَ إِنَّمَا أَنَارَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا 19 قَالَتْ أَنَّىٰيَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا 20قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا 21")

بكى النجاشي وبكت الأساقفة , ومكنش صعب على النجاشي إنه ياخد القرار. قال "إن هذا والذي جاء به موسى ( وفي رواية "عيسى") ليخرج من مشكاة واحدة"

ثم التفت إلى عمرو وإلى عبد الله بن أبي ربيعة فقال: "انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا." يا سبحان الله!
[size=21][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


لكن عمرو بن العاص مش بيتغلب بسهولة, الأول كان عايز يرجعهم مكة, دلوقتي بعد الهزيمة المرة أمام جعفر وأمام المسلمين مش بس هيكتفي بترجيعهم مكة لأ, ده عايز يدفع النجاشي انه يقتل المسلمين.
قال عمرو لعبد الله: "والله! لأنبأنه غدا عيبهم عنده, ثم أستأصل به خضراءهم." كلام عمرو وطريقته في التحديخوفت عبد الله بن أبي ربيعة تخيلوا! الراجل اللي جاي معاه قال: "لا تفعل, فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا" لكن عمرو رفض بشدة, قال: "والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد." طبعا ده شيء منكر جدا جدا في الحبشة و بيعتقدوا أن المسيح عليه السلام هو إله تجسد فيجسد بشر
(تعالى الله عما يصفون).
تاني يوم راح للنجاشي وقال له:
"أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم
قولا عظيما, فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه."
طبعا النجاشي مقدرش يتجاهل حاجة زي دية, وبالذات في وجود الأساقفة وكبار رجال الدولة. اضطر النجاشي أن يرسل إلى المسلمين مرة أخرى " تعالوا, ماذا تقولون في عيسى بن مريم؟"

تقول السيدة أم سلمة رضي
الله عنها: "ولم ينزل بنا بمثلها" رأي الوفد الإسلامي في عيسى بن مريم عليه السلام يتعارض كلية مع رأي أهل الحبشة. والمسلمين ضعفاء, لاجئون الى الحبشة ومفيش مكان تاني هيبقل المسلمين في الأرض, وعمرو بن العاص وعبدالله بن أبي ربيعة واقفين في الإنتظار, لو النجاشي رفضهم هياخدوهم معاهم لمكة. نتصرف إزاي؟ المسلمين عملوا مجلس جديد للشورى.
قال بعضهم لبعض: "ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟" قعدوا
يتشاوروا. ثم قالوابمنتهى الوضوح:"نقول والله فيه ماقال الله, وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن."

ده يعتبر زي ما الناس بتقول إنتحار في تصوير السياسيين. لكن المقاييس عند المسلمين مختلفة, فارق ضخم هائل بين المسلم السياسي الداعية وبين السياسي الذي ليس له مرجعية من الشرع المسلم السياسي الداعية ياإخواني له رسالة واضحة جدا وهي أن يصل بدعوته نقية إلى الناس
[/size]




[size=21]ذهب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى النجاشي ومن معه من الأساقفة النجاشي قال له بمنتهى الوضوح وبصورة مباشرة, تحقيق يعنى: "ما تقولون في عيسى بن مريم؟"
قال جعفر في منتهى الثقة: "نقول فيه الذي جاءبه نبينا نقول هو..." هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول"
كلام في منتهى القوة لكن طبعا الكلام ده مش مقبول في أرض الحبشة.

يا ترى إيه اللى حصل؟
الحقيقة شوفنا موقفين: موقف للنجاشي وموقف
للأساقفة.
النجاشي خد عود نبات رفيع جدا من الأرض وقال: "ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود" يعني كلامك صحيح تماما تماما في وصف المسيح عليه السلام الفرق بين اللي إنت بتقوله وبين وصف المسيح عليه السلام ميعديش هذا العود الرفيع جدا, يعني يكاد لا يرى.

طبعا الكلام ده معجبش البطارقة "تناخرت البطارقة" يعني أصدرت
أصوات عالية تنم عن الغضب, فصاح النجاشي فيهم في حزم شديد وقال وإن
نخرتم والله وإن نخرتم" يا سبحان الله يا إخوان! (ملك عادل لا يظلم
عنده أحد) وبعدين النجاشي في هذا الوقت خد 3 قرارات في منتهى الخطورة ورابعض.

[b]القرار الأول:
استضافة المسلمين بالحبشة

القرار التاني
قطع العلاقات الدبلوماسية مع مكة. البلاد التي تؤذي المؤمنين لا يجب أن يعقد معها الصالحون علاقات.

القرار التالت
النجاشي رحمه الله ترك النصرانية تماما إلى الإسلام

لكن النجاشي رحمه الله لم يعلن إسلامه, أخفى إسلامه وأظهر النصرانية

ليه مأظهرش إسلامه؟ ياترى خاف على ملكه ولا خاف على نفسه؟
طيب إشمعنى أعلن جعفر بن أبي طالب أمر
الدعوة دون مواربة بينما أخفى النجاشي أمر إيمانه؟ الحقيقة يا إخواني الموقفين مختلفين تماما, لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وظيفة دعوية وللنجاشي رحمه الله وظيفة دعوية أخرى مختلفة.

من وظيفة جعفر بن أبي طالب
كرئيس للوفد الإسلامي أن يعرف بالإسلام بمنتهى الدقة, كل كلمة من كلمات جعفررضي الله عنه محسوبة على الإسلام, مينفعش هنا تورية ومينفعش هنا إخفاء حتى وإن فقد جعفر حياته بكاملها .

أما النجاشي فهو
ليس محسوبا على الإسلام أو المسلمين, ولو أظهر النجاشي إسلامه لأقتلعه الشعب النصراني لا محالة, طيب إيه اللي هيحصل لو النجاشي رحمه الله اتخلع من الكرسي بتاعه؟ سيختفي المكان الآمن الذي يحتفظ بكوكبة المسلمين. لكن تعالوا بقى على الناحية التانية إن كتم النجاشي إيمانه فهو سيحتفظ بمكانه غالبا وسيكون هذا أدعى لحماية المؤمنين.


عاش المسلمون فترة طويلة في رعاية النجاشي رحمه الله, من السنة الخامسة للبعثة من الهجرة الأولى للحبشة إلى العام السابع من الهجرة النبوية, يعني حوالي 15 سنة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


تعالوا نرجع تاني لمكة
يا ترى إيه الموقف في مكة دلوقتي؟
في حدث مهم أوي
تم في أثناء هجرة الحبشة أو قل بين الهجرتين الأولى والثانية إلى الحبشة, هذا الحدث الجليل كان إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه ثم إسلام عمربن الخطاب رضي الله عنه بعد منه بثلاثة أيام فقط. حدث ضخم هائل, الاتنين أسلموا في نهاية السنة السادسة من النبوة.
نبدأ بإسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
في يوم من الأيام خرج للصيد,
في اليوم ده مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا, لقاه لوحده قاعد مفيش معاه حدمن
بني هاشم ولا أبو طالب ولا غيره فتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم
تطاول عليه بلسانه وسبه سبا قبيحا, والرسول قاعد ساكت صلى الله عليه وسلم
ومردش عليه وأبو جهل لم يزده حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جهلا.
عمل إيه؟ مسك حجر وضربه في راس الرسول صلى الله عليه
وسلم الرسول أصيب, تفجرت الدماء من رأسه. ابوجهل فرحان, طبعا هو متخيل إن محدش شايفه لكن الله عزوجل سخر الله عز وجل مولاة لعبدالله بن جدعان تسمع الذي دار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أبي جهل. شوية مين اللي جاي, حمزة بن عبد المطلب. وقفت الجارية تحكي الذي حدث لحمزة, قالت: "يا أبا عمارة, لو رأيت ما لقي بن أخيك محمد

[size=21][size=21]آنفا من أبي الحكم بن هشام, وجده ها هنا جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره. ثم انصرف عنه محمد ولم يكلمه."[/size]
الكلام ده أثار الحمية في قلب حمزة رضي الله عنه .
المشاعر يا إخواني اتجمعت في قلب حمزة: مشاعر الحب لمحمد صلى الله عليه وسلم, ولأبيه عبد الله الذي مات وترك محمدا لهم, مشاعر القبلية الهاشميةالقرشية الشريفة, بسرعة جري يدور على أبو جهل,عرف إنه في المسجد الحرام, جري بسرعة ودخل المسجد الحرام وأقبل نحوه حتى وقف أمامه تماما, ثم رفع قوسه وضرب رأس أبي جهل ضربة شديدة, شجت رأسه, الدم إتفجر من رأس أبي جهل, ضربة بضربة ودماء بدماء, وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم اتضرب بعيد عن الناس عند الصفا, أبو جهل انضرب وسط الناس, فضيحة بكل المقاييس.

طبعا ا
لرد ده في عرف الناس يشفي الغليل, لكن حمزة لسه عايز يغيظ أبو جهل أكتر يعمل إيه؟ اندفع حمزة دون تفكيرقال: "أتشتمه وأنا على دينه, أقول ما يقول؟ فرد علي ذلك إن إستطعت وريني هتعمل إيه, طبعا أبو جهل غرقان في فضيحته ومعدش عارف يعمل إيه ، قام رجال من بني مخزوم ينتصروا لأبي جهل, لكن أبو جهل مكنش عايزمشاكل أكتر من كده. قال في ذلة شديدة: "دعوا أبا عمارة..." كمان بيدلعه دعوا أبا عمارة فإني والله قد سببت إبن أخيه سبا قبيحا." والموقف عدا
[/size]
[/size]


[/b]



[size=21]عاد حمزة إلى بيته يفكر, الكلمة اللي قالها دي كلمة خطيرة هو كرجل صادق مع نفسه ومع مجتمعه لا يستطيع أن يقول كلمة ثم يعود فيها, ميقدرش. وهو في ذات الوقت كرجل صادق مع نفسه ومع مجتمعه لايستطيع أن يدخل في دعوة لا يؤمن بها حقا مشكلة كبيرة جدا
عارفين لجأ لمين يا إخواني؟ سبحان الله! لجأ إلى الله عز وجل سبحان الله فعلا العرب بصفة عامة كانت تؤمن بالله وبحكمته وبعظمته وبقوته لكنهم كانوايحكمون غيره في حياتهم[size=21] ، هو عارف إن ربنا موجود
وعارف إن ربنا سامعه. بس يا ترى إيه صح؟ وقف يدعي ربنا . " اللهم ما صنعت إن كان خيرا فاجعل تصديقه في قلبي وإلا فاجعل لي فيما وقعت فيه مخرجا "

ربنا سبحانه وتعالى ألقى في نفسه أن يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, راح للرسول فعلا قال له إيه؟ قال له: الكلام ده بعد 6 سنين من الدعوة, قال له: "يا ابن أخي إني قد وقعت في أمرولا أعرف المخرج منه ، وإقامة مثلي على ما لا أدري أهو رشد أم غي شديد" حاجة صعبة أوي عليا محبش أكون منافق, أنا عايز اللي برا يكون زي اللي جوا, "فحدثني حديثا فقد إشتهيت يا ابن أخيأن تحدثني" كلمني, اقنعني.
فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثه
بما
كان يحدثه به من قبل, قرأ عليه نفس القرآن, أقبل عليه الرسول فذكره كما
كان يذكره سبحان الله! الكلام يا إخواني هو الكلام نفس الكلام لكن الوعاء
المستقبل حمزة اختلف.
سمع الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن بصدق من
ساعتها. قال حمزة رضي الله عنه وأرضاه بصدق:
"أشهد أنك الصادق, فأظهر يا
ابن أخي دينك فوالله..."

. دي كانت قصة إسلام حمزة رضي الله عنه وأرضاه سيد الشهداء, وفارس المسلمين رضي الله عنه
.


إن شاء الله في الدرس اللي جاي هنتعرف على قصة إسلام أعجوبة الإسلام أسطورة التاريخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه الفاروق رضي الله عنهورضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين.
[/size]
[/size]

ونسأل الله عزوجل أن يلحقنا بهم في أعلى عليين إنه ولي ذلك والقادر عليه

(فستذكرون ماأقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)

وجزاكم الله خيراكثيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[/center]
[/size]
زهرة الربيع
زهرة الربيع
Admin
Admin

عدد المساهمات : 78
تاريخ التسجيل : 22/09/2012

https://eslamy.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى